أخطر الدول في أمريكا الشمالية

أخطر 10 دول في قارة أمريكا الشمالية: تحليل شامل لأوضاع الأمن والجريمة والعنف

تُعد قارة أمريكا الشمالية واحدة من أكثر القارات تنوعًا في العالم من حيث الجغرافيا والثقافة والاقتصاد، إذ تضم دولًا متقدمة مثل الولايات المتحدة وكندا، إلى جانب دول نامية تواجه تحديات أمنية واقتصادية كبيرة، كالهندوراس وغواتيمالا. وبالرغم من كون بعض دول القارة تحظى بمستويات عالية من الأمن والتنمية، إلا أن هناك دولاً أخرى تتصدر الإحصائيات العالمية في معدلات الجريمة والعنف والفساد، ما يجعلها من بين الأخطر عالميًا. يعتمد تصنيف أخطر الدول في أمريكا الشمالية على مجموعة من المؤشرات، أبرزها: معدل جرائم القتل لكل 100 ألف نسمة، معدلات العنف الجنسي والسرقات، نشاطات العصابات، انتشار المخدرات، وغياب سيادة القانون.

فيما يلي تحليل مفصل لأخطر عشر دول في أمريكا الشمالية وفقًا لهذه المؤشرات:

1. هندوراس (Honduras)

تحتل هندوراس مراتب متقدمة في قوائم أخطر دول العالم، وليس فقط في أمريكا الشمالية. ويُعزى ذلك إلى تفشي العنف المسلح، وارتفاع معدلات جرائم القتل، والنشاط المكثف لعصابات المخدرات مثل MS-13 وBarrio 18. في بعض المدن مثل سان بيدرو سولا، تجاوز معدل جرائم القتل 50 جريمة لكل 100 ألف نسمة في بعض السنوات.

تواجه الدولة ضعفًا حادًا في مؤسسات إنفاذ القانون، وانتشارًا للفساد بين صفوف الشرطة والقضاء. كما يُعتبر تهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة من أهم العوامل التي تغذي العنف المنظم في البلاد.

2. السلفادور (El Salvador)

رغم الجهود التي بذلتها الحكومة في السنوات الأخيرة لمكافحة الجريمة، لا تزال السلفادور واحدة من أخطر دول القارة. وتعاني البلاد من سيطرة عصابات منظمة، أبرزها MS-13 وBarrio 18، على أجزاء كبيرة من الأحياء الحضرية، مع تسجيل معدلات قتل مرتفعة، خصوصًا في السنوات السابقة لـ2020.

التوتر السياسي، والفقر، والبطالة، ساهموا في خلق بيئة خصبة لنمو العصابات. وعلى الرغم من تراجع معدلات الجريمة مؤخرًا نتيجة الإجراءات الأمنية الصارمة، إلا أن المخاوف بشأن انتهاكات حقوق الإنسان ما زالت قائمة.

3. جامايكا (Jamaica)

تعتبر جامايكا من أكثر دول الكاريبي عنفًا، حيث تسجل البلاد أحد أعلى معدلات جرائم القتل في العالم. تنتشر الجريمة في العاصمة كينغستون وبعض المناطق الحضرية الأخرى، ويرتبط الكثير منها بنشاطات العصابات والاتجار بالمخدرات والأسلحة.

تؤثر الفجوة الاجتماعية الواسعة، والبطالة، والفساد في الأجهزة الأمنية، على تصاعد معدلات الجريمة، بينما تجد السلطات صعوبة في فرض سيطرتها على الأحياء العشوائية التي تسيطر عليها الميليشيات والعصابات.

4. غواتيمالا (Guatemala)

غواتيمالا تشهد تدهورًا أمنيًا واسعًا بفعل تفشي الفقر والفساد وانعدام الثقة في مؤسسات الدولة. تسجل البلاد معدلات عالية من جرائم القتل والاعتداءات المسلحة والسرقات. كما تنتشر عصابات تهريب البشر والمخدرات وتجارة الأسلحة على نطاق واسع.

تشير الإحصاءات إلى وجود أكثر من 20 جريمة قتل يوميًا في بعض الفترات، وتُعتبر العاصمة غواتيمالا سيتي من أخطر المدن في المنطقة، حيث تنتشر الجرائم المنظمة في وضح النهار.

5. هايتي (Haiti)

يُعاني هذا البلد من أزمة إنسانية وأمنية خانقة منذ سنوات، تفاقمت بعد اغتيال الرئيس جوفينيل مويز في عام 2021. شهدت هايتي انهيارًا شبه كامل في مؤسسات الدولة، مع سيطرة الجماعات المسلحة على أجزاء واسعة من العاصمة بور أو برنس.

انتشار العصابات، وغياب الأمن، وارتفاع معدلات الفقر المدقع، وعدم وجود استقرار سياسي، كلها عوامل تجعل من هايتي إحدى أخطر المناطق في القارة، خصوصًا مع انتشار عمليات الخطف والاعتداءات الجنسية وانعدام الحد الأدنى من الخدمات.

6. المكسيك (Mexico)

رغم كونها واحدة من أكبر الاقتصاديات في أمريكا اللاتينية، إلا أن المكسيك تُعد من أخطر الدول بسبب النزاع المستمر بين كارتلات المخدرات، الذي أدى إلى سقوط آلاف القتلى سنويًا. تشهد البلاد مواجهات مسلحة بين القوات الأمنية والعصابات في ولايات مثل سينالوا، غيريرو، وخاليسكو.

تتراوح معدلات جرائم القتل بين 25 و30 جريمة لكل 100 ألف نسمة، بينما يُعد الاختطاف والابتزاز والاتجار بالبشر من الجرائم الشائعة، ويعاني النظام القضائي من ضعف القدرة على المحاسبة، حيث تسجل البلاد نسبًا مرتفعة من الإفلات من العقاب.

7. بليز (Belize)

رغم صغر مساحتها وعدد سكانها، إلا أن بليز تشهد ارتفاعًا لافتًا في معدل الجريمة، خاصة في مدينة بليز سيتي. يُعزى ذلك إلى العنف المرتبط بالعصابات وتجارة المخدرات، وغياب فعالية المؤسسات الأمنية.

سجلت البلاد معدلات جرائم قتل تجاوزت 30 جريمة لكل 100 ألف نسمة في بعض السنوات، إلى جانب تصاعد في عدد الجرائم الجنسية والاعتداءات المسلحة، الأمر الذي يجعلها وجهة محفوفة بالمخاطر للسياح والمقيمين على حد سواء.

8. جمهورية الدومينيكان (Dominican Republic)

على الرغم من كونها وجهة سياحية شهيرة، إلا أن بعض المناطق داخل جمهورية الدومينيكان تعاني من مستويات عالية من الجريمة، خصوصًا في الأحياء الفقيرة من سانتو دومينغو وسانتياغو. تشمل الجرائم الشائعة: السرقة المسلحة، الاعتداءات، العنف الجنسي، والاتجار بالمخدرات.

التفاوت الاقتصادي، وضعف القضاء، وانتشار الفساد، ساهموا في تدهور الأوضاع الأمنية، مع تسجيل معدل جرائم قتل يتراوح بين 12 و15 لكل 100 ألف نسمة، وفقًا للتقارير الحكومية والمحلية.

9. نيكاراغوا (Nicaragua)

رغم انخفاض جرائم القتل مقارنة بجيرانها في أمريكا الوسطى، إلا أن نيكاراغوا تُصنف بين الدول الخطرة بسبب القمع السياسي، والاعتقالات التعسفية، والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان منذ احتجاجات 2018. تُسيطر الحكومة على الأجهزة الأمنية، مما يُصعّب المحاسبة والرقابة.

كما تم الإبلاغ عن حالات تعذيب واغتيالات سياسية، ما أدى إلى نزوح الآلاف إلى دول مجاورة طلبًا للجوء، بالإضافة إلى تصاعد في الجريمة العادية في المدن والمناطق الريفية.

10. الولايات المتحدة الأمريكية (USA)

رغم كون الولايات المتحدة واحدة من أقوى الدول اقتصاديًا وعسكريًا، إلا أنها تواجه تحديات أمنية داخلية تُصنّفها ضمن أخطر دول أمريكا الشمالية في بعض المناطق. تنتشر في البلاد جرائم العنف المسلح، لا سيما حوادث إطلاق النار الجماعي، التي أضحت ظاهرة متكررة تؤرق المجتمع.

تختلف معدلات الجريمة من ولاية لأخرى، إذ تُعد ولايات مثل لويزيانا، ميسوري، وماريلاند من الأعلى في معدلات جرائم القتل. كما تعاني بعض المدن الكبرى مثل شيكاغو وديترويت وسانت لويس من نسب مرتفعة للعنف المسلح والسطو المسلح.

جدول: مقارنة معدلات جرائم القتل (لكل 100 ألف نسمة) في الدول العشر الأخطر بأمريكا الشمالية

المراجع:

1. World Population Review – Crime Rates by Country (2024).

2. United Nations Office on Drugs and Crime (UNODC) Reports.