أخطاء شائعة في صحة الرجل

4 معلومات خاطئة عن صحة الرجل

تعتبر صحة الرجل من المواضيع التي تحظى باهتمام كبير في مجال الطب والصحة العامة. مع تطور الطب، تزايدت الوعي حول العديد من القضايا الصحية الخاصة بالرجال، ولكن مع ذلك لا تزال هناك بعض المفاهيم الخاطئة التي تُروج بشأن صحة الرجل، مما يؤدي إلى تزايد المفاهيم المضللة التي قد تؤثر سلبًا على حياتهم الصحية. على الرغم من أن هناك جهودًا كبيرة لتحسين الصحة العامة للرجال، إلا أن بعض الخرافات تستمر في الظهور، وبالتالي قد تؤدي إلى عدم الاهتمام بالعوامل الصحية الأساسية أو اتخاذ القرارات الخاطئة بشأن نمط الحياة أو العناية بالصحة.

في هذا المقال، سنناقش أربع معلومات خاطئة منتشرة بشكل واسع عن صحة الرجل، والتي تؤثر على الطريقة التي يفكر بها الكثيرون في صحتهم وأسلوب حياتهم.

1. الرجال ليسوا عرضة لأمراض القلب مثل النساء

من بين المفاهيم الخاطئة الأكثر شيوعًا بين الرجال هو الاعتقاد بأنهم ليسوا عرضة لأمراض القلب بنفس القدر الذي تكون فيه النساء. يرى الكثير من الرجال أن أمراض القلب هي مشكلة تتعلق بالنساء فقط أو كبار السن، وهذا اعتقاد خاطئ.

على الرغم من أن النساء قد يكون لديهن بعض الحماية ضد أمراض القلب في سنوات حياتهن الأولى بسبب الهرمونات مثل الإستروجين، فإن الرجال لا يتمتعون بهذه الحماية. في الواقع، تُظهر الإحصائيات أن أمراض القلب هي السبب الرئيسي للوفاة بين الرجال في العديد من دول العالم.

من المهم أن يعرف الرجال أن العوامل التي تسهم في الإصابة بأمراض القلب مثل ارتفاع ضغط الدم، السمنة، التدخين، قلة النشاط البدني، والنظام الغذائي السيئ تؤثر عليهم بنفس القدر الذي تؤثر فيه على النساء. وبالرغم من أن الفحص المبكر قد يكون غير ضروري في سن مبكرة، إلا أنه يجب على الرجال أن يعيروا اهتمامًا لصحة قلبهم بمجرد بلوغهم سن الأربعين وأن يجروا الفحوصات المنتظمة التي تشمل قياس مستويات الكوليسترول وضغط الدم.

2. الرجال لا يعانون من الاكتئاب كما تفعل النساء

هناك اعتقاد شائع بأن الاكتئاب هو حالة تؤثر في النساء بشكل رئيسي، وأن الرجال ليسوا عرضة للإصابة به بنفس الدرجة. لكن هذا التصور خاطئ تمامًا. في الواقع، الرجال أيضًا يعانون من الاكتئاب ولكن قد تختلف طريقة ظهور الأعراض لديهم. بدلاً من التعبير عن الحزن أو العواطف بشكل واضح كما هو الحال في النساء، قد يعبر الرجال عن الاكتئاب من خلال سلوكيات أخرى مثل العدوانية، الانعزال الاجتماعي، أو الإفراط في تناول الكحول والمخدرات.

تُظهر الدراسات أن الاكتئاب لدى الرجال غالبًا ما يُغفل أو يتم التشخيص الخاطئ له، مما يجعلهم يتجاهلون الحاجة إلى العلاج. علاوة على ذلك، يؤثر الاكتئاب بشكل كبير على نوعية حياة الرجال، وقد يؤدي إلى مشاكل صحية أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم، اضطرابات النوم، والأمراض المزمنة. من الضروري أن يعترف الرجال بتأثير الاكتئاب على صحتهم النفسية والبدنية وأن يطلبوا المساعدة المناسبة عندما يشعرون أنهم في حاجة إليها.

3. الرجال ليسوا بحاجة إلى فحوصات صحية منتظمة

يعتقد العديد من الرجال أن الفحوصات الصحية المنتظمة ليست ضرورية طالما أنهم لا يشعرون بأي أعراض صحية. ولكن هذا اعتقاد خاطئ قد يعرضهم لمخاطر صحية كبيرة. معظم الأمراض المزمنة مثل السرطان، السكري، وأمراض الكلى قد لا تظهر أعراضها في المراحل المبكرة، مما يجعل من الضروري إجراء الفحوصات الطبية المنتظمة لاكتشاف أي مشاكل صحية في وقت مبكر.

على سبيل المثال، يُنصح الرجال بإجراء فحص مستوى الكوليسترول بانتظام واختبارات السكر في الدم لتحديد ما إذا كانوا عرضة للإصابة بالسكري. كذلك، يعد فحص سرطان البروستاتا من الفحوصات الهامة التي يجب على الرجال في سن معينة إجراؤها. فحص ضغط الدم هو فحص آخر يجب أن يصبح جزءًا من روتين الرجال، حيث أن ارتفاع ضغط الدم غالبًا ما يكون “قاتلاً صامتًا” ولا يصاحبه أعراض واضحة إلا بعد مرور وقت طويل.

إن زيارة الطبيب بانتظام لا تقتصر على الاستشارة عند الشعور بالتعب أو المرض، بل هي جزء أساسي من العناية المستمرة بالصحة.

4. الرجال لا يعانون من هشاشة العظام

يعتقد البعض أن هشاشة العظام هي حالة مرتبطة حصريًا بالنساء، خصوصًا بعد انقطاع الطمث، لكن هذا المفهوم خاطئ. بالرغم من أن النساء قد يكون لديهن خطر أعلى للإصابة بهشاشة العظام بسبب انخفاض مستويات الإستروجين بعد انقطاع الطمث، فإن الرجال أيضًا معرضون للإصابة بهذا المرض.

تُظهر الدراسات أن حوالي 1 من كل 5 رجال فوق سن الـ50 يعانون من هشاشة العظام أو يعانون من كسور بسببها. بالإضافة إلى ذلك، فإن الخطر على الرجال قد يزداد في مراحل الحياة المتقدمة عندما يبدأ الجسم في فقدان كثافة العظام. تشمل عوامل خطر الإصابة بهشاشة العظام عند الرجال تناول الكحول بشكل مفرط، قلة النشاط البدني، التوتر المزمن، والتاريخ العائلي للأمراض العظمية.

الرجال بحاجة إلى الاهتمام بصحة عظامهم منذ وقت مبكر من خلال ممارسة الرياضة بانتظام، والتأكد من تناول كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين D، والابتعاد عن العادات السيئة مثل التدخين أو الإفراط في تناول الكحول. كما يُنصح بإجراء فحوصات للكثافة العظمية في حالات معينة للكشف المبكر عن هشاشة العظام.

الخاتمة

إن المعلومات الخاطئة التي تحيط بصحة الرجل قد تؤدي إلى تباطؤ التوعية الصحية والتقليل من أهمية العناية بالجسم والعقل. من المهم أن يكون الرجال على دراية بالمخاطر الصحية التي قد تواجههم ويأخذوا الخطوات اللازمة للتأكد من أنهم يعيشون حياة صحية ومتوازنة. فهم لا يتفوقون على النساء في تحمل المشاكل الصحية، بل قد يكون لديهم نفس الأعباء الصحية التي تتطلب اهتمامًا ووعيًا مستمرين.

من خلال كسر هذه المفاهيم الخاطئة حول صحة الرجل، يصبح بإمكانهم تحسين نوعية حياتهم والوقاية من الأمراض المزمنة. التوعية بالفحوصات الصحية المنتظمة، العناية بالصحة النفسية، والتغذية السليمة يمكن أن تسهم بشكل كبير في تعزيز صحة الرجال وضمان عيش حياة طويلة وصحية.