10 أشياء لا تفعليها أبداً بعد أن تتشاجري معه

في العلاقات العاطفية، لا يمكن تجنب الخلافات تمامًا، فهي جزء طبيعي من التفاعل الإنساني. ولكن ما يحدث بعد الشجار له تأثير بالغ على مسار العلاقة واستمراريتها. فالتصرفات التي نقوم بها بعد الجدال قد تفتح المجال لإصلاح الأمور أو، على العكس، تعمق الخلاف وتجعل الهوة أكبر. من هنا تبرز أهمية إدراك الأخطاء التي يجب تجنبها بعد الشجار، لأنها قد تؤدي إلى تداعيات سلبية طويلة الأمد على الثقة والمودة بين الطرفين.

فيما يلي عرض تفصيلي لأكثر عشرة أخطاء ترتكبها بعض النساء بعد الشجار مع الشريك، والتي من الأفضل تجنبها للحفاظ على توازن العلاقة ومنع تراكم الأذى النفسي أو العاطفي.

1. تجاهله عمداً لفترة طويلة

الصمت قد يكون أداة فعالة لتهدئة التوتر بعد الشجار، ولكن عندما يتحول إلى تجاهل متعمد ومطول، فإنه يُفسَّر على أنه عقاب عاطفي. هذا النوع من السلوك يُعرف بـ “الصمت العقابي”، ويُعدّ من أخطر الأساليب التي تؤثر على الصحة النفسية للعلاقة. التوقف عن الحديث مع الشريك لأيام متواصلة يخلق فجوة عاطفية، ويزيد من مشاعر الغضب والنبذ، ما يؤدي أحياناً إلى انهيار التواصل تمامًا.

الصمت يجب أن يكون مؤقتًا ومقرونًا بهدف التهدئة وليس للمعاقبة. وإذا استُخدم كوسيلة للضغط أو فرض السيطرة، فإنه يتحول إلى نوع من التلاعب العاطفي يضر بالاحترام المتبادل ويضعف أسس العلاقة.

2. نشر تفاصيل الشجار على وسائل التواصل الاجتماعي

من أسوأ الأخطاء التي ترتكب بعد الشجار أن يتم نشر تلميحات أو معلومات عن الخلاف على منصات التواصل. هذا التصرف يُفهم على أنه بحث عن التعاطف أو وسيلة لإحراج الطرف الآخر علنًا، ما يعرّض العلاقة للخطر ويُفقدها خصوصيتها. كذلك، يجعل الأصدقاء والمعارف يتدخلون في ما لا يعنيهم، ما يؤدي إلى تضخيم المشكلة بدل حلها.

يجب أن تبقى الخلافات ضمن إطار العلاقة الخاصة، ويتم التعامل معها بنضج واحترام بعيدًا عن أعين الآخرين. استخدام الفضاء الرقمي كمنبر لتصفية الحسابات لا يعبّر عن قوة، بل عن ضعف في أسلوب إدارة المشاعر.

3. التقليل من قيمة مشاعره أو إنكار ألمه

بعد الشجار، قد تميل بعض النساء إلى الاستخفاف بمشاعر الشريك أو السخرية من رد فعله، اعتقادًا منهن أنه يبالغ أو أنه “يجب أن يتحمّل أكثر”. هذا النوع من التصرف يُعدّ نوعًا من العنف النفسي الخفي، لأنه يهمّش احتياجات الطرف الآخر ويُشعره بأنه غير مفهوم أو مقدّر.

من المهم الاعتراف بمشاعر الطرف الآخر، حتى وإن كانت غير مفهومة أو متوافقة مع منظورك الخاص. الإنصات باحترام وتقدير وجهة نظره لا يعني بالضرورة الموافقة، ولكنه يمنع ترسيخ مشاعر الغبن والقهر العاطفي.

4. طلب الانفصال كردة فعل فورية

التسرع في نطق عبارة “أريد الانفصال” بعد كل شجار هو سلوك يحمل في طياته تهديدًا مبطنًا واستخدامًا للعلاقة كورقة ضغط. هذه العبارة، عندما تُستخدم بكثرة، تفقد معناها وتُفقد العلاقة استقرارها. لا يجوز التعامل مع الانفصال كخيار للتفاوض أو كوسيلة لترهيب الطرف الآخر.

الانفصال يجب أن يكون خيارًا ناضجًا ومدروسًا، لا يُستعمل إلا عندما تنضب كل الوسائل الأخرى. التهديد المستمر به يُضعف الأمان العاطفي ويزيد من هشاشة العلاقة.

5. العودة إلى شجارات قديمة لإثبات الحق

من أكثر السلوكيات التي تؤدي إلى استنزاف العلاقة هو استحضار نزاعات قديمة في كل خلاف جديد. عندما تتحول كل مشاجرة إلى فرصة لتذكير الشريك بكل أخطائه السابقة، تفقد العلاقة قدرتها على التجدد والمسامحة.

العلاقات الناجحة تُبنى على مبدأ “حل المشكلة الحالية”، وليس على تجميع سجل من الأخطاء لاستعماله لاحقًا كأداة للوم. كل شجار ينبغي أن يُعالج بشكل مستقل، مع محاولة إغلاق الملفات القديمة بعد تسويتها بشكل ناضج.

6. مقارنة شريكك برجال آخرين

مقارنته بأزواج أو أصدقاء أو حتى ممثلين أو شخصيات شهيرة يُعدّ إهانة مباشرة للكرامة والثقة بالنفس. هذه المقارنات لا تدفع الرجل إلى التحسن، بل تخلق في داخله شعورًا بالنقص وعدم الكفاءة. كما أن هذا السلوك يوحي بعدم رضا عميق، ويضع العلاقة في مسار تنافسي سلبي.

العلاقات لا تُبنى على المقارنات، بل على التفاهم والقبول والسعي المشترك للتطور. كل إنسان يملك صفاته الخاصة وظروفه المختلفة، ولذلك فإن المقارنة تفتقر إلى الإنصاف وتدمّر الثقة الذاتية للطرف الآخر.

7. التقلب في المشاعر بشكل حاد

بعد الشجار، من الطبيعي أن تمر المرأة بلحظات من التوتر أو الغضب أو الحزن، ولكن عندما تتحول هذه المشاعر إلى تقلبات حادة ومتناقضة في وقت قصير، فإنها تُربك الشريك وتُشعره بعدم الاستقرار. الانتقال من اللوم إلى الإغراء، أو من البكاء إلى الصراخ، يُضعف قدرة الطرف الآخر على فهم ما تريدين، ويؤثر على جودة التواصل بينكما.

التحكم في الانفعالات لا يعني كبت المشاعر، بل التعبير عنها بطريقة متزنة وواضحة. النضج العاطفي يتجلى في القدرة على إيصال الغضب أو الحزن دون إغراق العلاقة في فوضى نفسية مستمرة.

8. البحث عن حلفاء داخل عائلته أو أصدقائه

اللجوء إلى أمه أو شقيقه أو أحد أصدقائه لمحاولة التأثير عليه أو استمالته بعد الشجار يعتبر تعديًا على خصوصية العلاقة. هذا السلوك يُدخل أطرافًا غير محايدة في المعادلة، ويعزز الانقسام بينك وبينه. كما أنه يفقد الشريك الشعور بالأمان داخل علاقته، لأنه يُدرك أن كل تفصيل قد يصبح موضوع نقاش خارج العلاقة.

الحفاظ على الحدود أمر أساسي في العلاقة الصحية. يجب التعامل مع الشريك كشخص ناضج يمكن التحدث معه مباشرة، دون الحاجة لتوسيط أطراف أخرى للضغط عليه.

9. محاولة استرجاع السيطرة عن طريق العلاقة الحميمة

استخدام العلاقة الحميمة كوسيلة للضغط أو لإعادة جذب الشريك بعد الشجار يُعدّ تلاعبًا عاطفيًا خطيرًا. العلاقة الجسدية يجب أن تكون نابعة من حب ورغبة متبادلة، لا أداة لفرض النفوذ أو كسب الموقف. حين تُستخدم كأداة لاسترضاء أو كعقوبة، فإنها تفقد معناها العاطفي وتتحول إلى سلوك تحكمي.

استقرار العلاقة الحميمية يتطلب توازنًا نفسيًا واحترامًا متبادلًا، وليس توظيفها كحل سريع لإسكات الخلافات دون معالجة جوهرها.

10. إهمال الذات والانغماس في دور الضحية

بعد الشجار، قد تميل بعض النساء إلى إهمال أنفسهن، سواء على المستوى النفسي أو الجسدي، وكأنهن يُعاقبن أنفسهن أو يُظهرن تضحياتهن. هذا السلوك يضع المرأة في موقع الضحية، ما يمنعها من التعامل مع الوضع بنضج وقدرة على المبادرة نحو الحل.

الحفاظ على التوازن النفسي والانتباه للصحة النفسية والجسدية هو جزء من احترام الذات. من المهم ألا يتحول الخلاف إلى سبب للانهيار الذاتي، بل إلى فرصة للنمو الشخصي والتأمل في طرق التحسن والتواصل الأفضل.

خاتمة تحليلية

إدارة ما بعد الشجار تمثل امتحانًا حقيقيًا لنضج العلاقة. ليس الشجار بحد ذاته هو ما يحدد مصير العلاقة، بل الطريقة التي يتصرف بها كل طرف بعده. السلوكيات المذكورة أعلاه تمثل جملة من التصرفات الشائعة التي، وإن بدت بسيطة أو ردود فعل طبيعية، إلا أنها تملك قدرة كبيرة على تعميق الجراح وتهديد التماسك العاطفي بين الطرفين. الابتعاد عنها لا يعني إخفاء الغضب أو كتم المشاعر، بل اختيار الطرق الأكثر فعالية وذكاء في التعبير عنها والسعي نحو بناء علاقة متوازنة تنمو بالتفاهم وليس بالتوتر.

المراجع:

• Gottman, J., & Silver, N. (1999). The Seven Principles for Making Marriage Work. Crown Publishing Group.

• Lerner, H. (2001). The Dance of Anger: A Woman’s Guide to Changing the Patterns of Intimate Relationships. HarperCollins.