أجزاء الكلية ووظائفها الأساسية

أجزاء الكلية في الإنسان: التركيب والوظائف

تعد الكلى من أهم الأعضاء في جسم الإنسان، إذ تقوم بالعديد من الوظائف الحيوية التي تعتبر أساسية للحفاظ على التوازن الداخلي للجسم. الكلية ليست مجرد عضو بسيط، بل هي هيكل معقد للغاية مكون من عدة أجزاء تعمل معًا في تناغم تام لضمان صحة الجسم وراحته. في هذا المقال، سنتناول أجزاء الكلية بالتفصيل مع التركيز على تركيبها ووظائفها الحيوية.

1. التعريف بالكلية ووظائفها الأساسية

الكلية هي عضو مزدوج (أي يوجد اثنان منها في الجسم)، تقع في الجزء الخلفي من التجويف البطني، على جانبي العمود الفقري. لكل كلية هيكل مميز، وتتكون من عدة أجزاء متخصصة تتعاون معًا للحفاظ على صحة الجسم. وظيفة الكلى الرئيسية هي تصفية الدم من الفضلات والسموم، كما أنها مسؤولة عن تنظيم مستويات المياه والأملاح في الجسم، والحفاظ على توازن الأحماض والقواعد.

تشمل وظائف الكلى الأخرى:

• إنتاج البول الذي يتكون من الماء والفضلات.

• تنظيم مستوى الضغط الدموي من خلال هرمونات معينة.

• إفراز هرمونات تساهم في تنظيم عملية إنتاج خلايا الدم الحمراء.

2. الأجزاء الأساسية للكلية

تتكون الكلية من عدة أجزاء أساسية تعمل معًا للقيام بالعديد من الوظائف المتنوعة. سنستعرض هذه الأجزاء بالتفصيل:

2.1. القشرة الكلوية (Cortex)

تعد القشرة الكلوية الجزء الخارجي للكلية، وهي الطبقة التي تحيط بالنخاع الكلوي. تحتوي القشرة على وحدات تصفية صغيرة تسمى النيفرونات، التي هي الوحدات الأساسية التي تقوم بتصفية الدم وإنتاج البول. كما أن القشرة الكلوية تحتوي على الأوعية الدموية الصغيرة التي تساعد في عملية الترشيح.

2.2. النخاع الكلوي (Medulla)

النخاع الكلوي هو الجزء الداخلي للكلية ويقع تحت القشرة. يتميز النخاع بوجود هياكل مخروطية الشكل تسمى الأهرام الكلوية (Renal Pyramids)، وهي تحتوي على الأنابيب التي تمر من خلالها السوائل والفضلات قبل أن يتم التخلص منها في البول. إن النخاع هو الجزء الذي يتم فيه امتصاص المياه من البول المبدئي بحيث يتحول إلى بول مركّز.

2.3. حوض الكلية (Renal Pelvis)

حوض الكلية هو الهيكل الذي يستقبل البول من الأهرام الكلوية. بعد أن تتم معالجة البول داخل الأهرام الكلوية، ينتقل إلى حوض الكلية حيث يتم تخزينه قبل انتقاله إلى الحالب. الحوض الكلوي يحتوي على أنابيب صغيرة تفرغ البول إلى الحالب.

2.4. الأهرام الكلوية (Renal Pyramids)

الأهرام الكلوية هي هياكل مخروطية الشكل تقع في النخاع الكلوي. تعد الأهرام الكلوية مناطق حيوية في عملية تصفية البول، حيث تحتوي على الأنابيب الكلوية التي تنقل البول من النيفرونات إلى حوض الكلية. تتميز الأهرام الكلوية بأنها تشكل قاعدة الهرم في النخاع الكلوي، وتساعد في الحفاظ على توازن السوائل في الجسم.

2.5. النيفرونات (Nephrons)

تعتبر النيفرونات الوحدات الأساسية والوظيفية في الكلى. هناك حوالي مليون نيفرون في كل كلية، وهي المسؤولة عن تصفية الدم وإنتاج البول. يتكون النيفرون من عدة أجزاء، وهي:

• الكُبيبة (Glomerulus): وهي مجموعة من الأوعية الدموية الصغيرة التي تقوم بتصفية الدم. هذه العملية تسمح بتصفية المواد الضارة من الدم بينما تحتفظ المواد المفيدة مثل البروتينات والكريات الحمراء.

• الكبسولة بومان (Bowman’s Capsule): هي الكيس الذي يحتوي على الكُبيبة ويجمع السائل المصفى من الدم (الذي يسمى البول الأولي).

• الأنابيب الكلوية (Renal Tubules): تنقسم الأنابيب الكلوية إلى ثلاثة أجزاء رئيسية هي الأنابيب القريبة (Proximal Tubule)، حلقة هنلي (Loop of Henle)، والأنابيب البعيدة (Distal Tubule). تقوم هذه الأنابيب بامتصاص المواد المفيدة مثل الماء، الصوديوم، والجلوكوز، كما تفرز الفضلات والمواد السامة مثل الأمونيا.

2.6. الحالب (Ureter)

يعد الحالب عبارة عن أنبوب رفيع وطويل يمتد من حوض الكلية إلى المثانة. وظيفته الأساسية هي نقل البول من الكلى إلى المثانة لتخزينه قبل إخراجه من الجسم. يبلغ طول كل حالب حوالي 25 إلى 30 سم، وهو مزود بنظام من العضلات اللاإرادية التي تساعد على دفع البول باتجاه المثانة.

2.7. المثانة (Bladder)

المثانة هي عضو مرن يُستخدم لتخزين البول. يمكن للمثانة أن تحتوي على حوالي 400-600 مل من البول قبل أن يبدأ الشخص في الشعور بالحاجة للتبول. تحتوي المثانة على عضلات تساعد على التحكم في إخراج البول، ويحدث التبول عندما تتقلص هذه العضلات لتمرير البول عبر الإحليل إلى خارج الجسم.

2.8. الإحليل (Urethra)

الإحليل هو الأنبوب الذي ينقل البول من المثانة إلى خارج الجسم. يختلف طول الإحليل من شخص لآخر، وعادةً ما يكون أطول في الذكور مقارنة بالإناث. يلعب الإحليل دورًا مهمًا في عملية التخلص من البول من الجسم.

3. آلية عمل الكلى في تصفية الدم

تبدأ عملية تصفية الدم في الكلى في الكُبيبة، حيث يتم تمرير الدم عبر الشعيرات الدموية الصغيرة التي تسمح بتصفية المواد الضارة. يتم جمع السائل الذي تم ترشيحه في الكبسولة بومان، ومن ثم يتم نقله إلى الأنابيب الكلوية حيث تبدأ عمليات الامتصاص. يتم امتصاص الماء، الأملاح، والمواد المغذية في الأجزاء المختلفة للأنابيب، بينما يتم إفراز المواد الضارة مثل الفضلات في البول.

تتكون عملية تصفية الدم من ثلاث مراحل رئيسية:

1. الترشيح: حيث يتم تصفية الدم في الكُبيبة لإزالة المواد غير الضرورية.

2. الامتصاص: في هذه المرحلة، يتم امتصاص المواد المفيدة مثل الجلوكوز والصوديوم من السائل الذي تم ترشيحه.

3. الإفراز: حيث يتم إفراز الفضلات مثل الكرياتينين واليوريا في البول الذي ينتقل إلى المثانة عبر الحالب.

4. تنظيم وظيفة الكلى

الكلى تعمل على تنظيم العديد من الوظائف الحيوية مثل توازن السوائل، تنظيم ضغط الدم، الحفاظ على توازن الأحماض والقواعد، وإفراز الهرمونات مثل الإريثروبويتين (الذي يساعد في إنتاج خلايا الدم الحمراء). تعمل الكلى أيضًا على التخلص من السموم والفضلات الناتجة عن عمليات الأيض في الجسم.

5. أمراض الكلى الشائعة

الكلى معرضة لعدد من الأمراض التي قد تؤثر على قدرتها في أداء وظائفها. من أبرز هذه الأمراض:

• الفشل الكلوي: وهو حالة يتعطل فيها عمل الكلى بشكل كبير، مما يستدعي العناية الطبية الفورية.

• حصوات الكلى: تحدث عندما تتجمع المعادن والأملاح في الكلى لتشكل كتل صلبة، مما قد يؤدي إلى الألم والمشاكل البولية.

• التهابات المسالك البولية: يمكن أن تؤثر على الكلى والمسالك البولية، مسببة التورم والألم.

6. الخاتمة

الكلية هي عضو حيوي في الجسم البشري يعمل بلا توقف لضمان صحة الإنسان. يتكون هذا العضو المعقد من العديد من الأجزاء المتخصصة التي تؤدي وظائف حيوية، من بينها تصفية الدم وإنتاج البول. تتطلب صحة الكلى العناية المستمرة، حيث أن أي خلل في وظائفها قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة.