مقال عن دواء “أبري” (Apri) لمنع الحمل
يُعتبر دواء “أبري” (Apri) أحد وسائل منع الحمل الهرمونية التي تستخدم بشكل شائع بين النساء في جميع أنحاء العالم. يتكون “أبري” من مزيج من الهرمونات الاصطناعية، والتي تشمل “الإيثينيل إستراديول” (Esthinyl Estradiol) و”ديسوجيستريل” (Desogestrel)، حيث يعمل هذان الهرمونان معًا لمنع حدوث الحمل من خلال مجموعة من الآليات المعقدة التي تشمل تثبيط الإباضة، وتغيير طبيعة مخاط عنق الرحم، مما يجعل من الصعب على الحيوانات المنوية الوصول إلى البويضة.
التركيب الدوائي وآلية العمل
دواء “أبري” هو أقراص تحتوي على هرمونين صناعيين: الإيثينيل إستراديول، وهو شكل صناعي من هرمون الإستروجين، وديسوجيستريل، الذي يعتبر نوعًا من البروجستيرون الاصطناعي. يتفاعل هذان الهرمونان مع الجسم بعد تناولهما عن طريق الفم بشكل يومي، حيث يعمل الإيثينيل إستراديول على تثبيط إفراز الهرمونات التي تحفز الإباضة، في حين يقوم ديسوجيستريل بتغيير طبيعة مخاط عنق الرحم، مما يزيد من صعوبة مرور الحيوانات المنوية إلى الرحم.
يتم تناول “أبري” بشكل يومي طوال 21 يومًا، تليها فترة توقف لمدة 7 أيام أو فترة تناول أقراص غير فعالة، وبالتالي يبدأ النزيف الطمثي في هذه الفترة.
دواعي الاستعمال
يتم وصف دواء “أبري” بشكل رئيسي كوسيلة لمنع الحمل. فهو يعمل على منع الحمل بفعالية عالية إذا تم استخدامه بشكل صحيح ومنتظم. بجانب ذلك، يمكن أن يُستخدم أيضًا لتنظيم الدورة الشهرية وتقليل الأعراض المرتبطة بمتلازمة ما قبل الحيض مثل التقلصات المؤلمة والمزاج المتقلب.
الموافقة والاعتماد
تمت الموافقة على دواء “أبري” من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 31 يوليو 2012، ليصبح متاحًا للاستخدام في السوق. منذ ذلك الحين، أصبح “أبري” خيارًا شائعًا للنساء اللواتي يبحثن عن وسائل موثوقة لمنع الحمل.
تقييم فعالية الدواء
تعتبر فعالية “أبري” عالية إذا تم استخدامه بالطريقة الصحيحة. وفقًا للبحوث السريرية، يُظهر هذا الدواء قدرة قوية على منع الحمل بنسبة نجاح تتجاوز 99% في حالة استخدامه بشكل منتظم ودقيق. ولكن، من المهم أن يتم استخدام الدواء في الوقت المناسب وعدم نسيان الجرعات لضمان الحصول على النتائج المرجوة.
آراء المرضى والتجارب الشخصية
تختلف تجارب المرضى مع دواء “أبري” بناءً على استجابتهم الشخصية للأدوية الهرمونية. إحدى التجارب التي تم الإبلاغ عنها تتحدث عن تغييرات في الحالة المزاجية والألم أثناء الدورة الشهرية. قالت إحدى المستخدمات:
“كنت أتناول دواء Yaz لمدة عام ونصف، وكان يعمل بشكل جيد جدًا بالنسبة لي. لكن منذ أن بدأت تناول Apri منذ حوالي 4 أو 5 أشهر، لاحظت أن دورتي الشهرية أصبحت منتظمة، ولست حاملًا كما كان الهدف. لكن مع ذلك، ما زالت آلام الدورة الشهرية شديدة جدًا، بالإضافة إلى أنني أصبحت شديدة التقلب المزاج وأعاني من انخفاض كبير في الرغبة الجنسية.”
هذه التجربة تشير إلى أن “أبري” قد لا يناسب الجميع وأنه قد يسبب بعض الآثار الجانبية غير المرغوب فيها مثل تقلب المزاج والألم أثناء الدورة الشهرية. يشير ذلك إلى أهمية استشارة الطبيب قبل البدء في استخدام أي نوع من وسائل منع الحمل الهرمونية، لضمان أنها تتناسب مع الحالة الصحية الفردية.
الآثار الجانبية الشائعة
مثل العديد من وسائل منع الحمل الهرمونية الأخرى، قد يسبب “أبري” بعض الآثار الجانبية. من بين هذه الآثار:
- التقلبات المزاجية: قد يؤدي استخدام “أبري” إلى زيادة مستويات الاكتئاب والقلق، ويمكن أن يؤدي إلى تقلبات مزاجية.
- ألم الثدي: من الشائع أن تشعر النساء بألم في الثدي أو انتفاخه.
- الشعور بالغثيان: قد تواجه بعض النساء الغثيان في الأسابيع الأولى من تناول الدواء.
- انخفاض الرغبة الجنسية: كما ذكر في تجربة المريضة، يمكن أن يؤدي “أبري” إلى تقليل الرغبة الجنسية في بعض الحالات.
- تأثيرات على الدورة الشهرية: قد يتسبب “أبري” في نزيف غير منتظم أو زيادة في مدة الدورة الشهرية في بعض الحالات.
التقييم العام للفعالية
أظهرت الدراسات السريرية أن “أبري” يعتبر من وسائل منع الحمل التي تتمتع بفعالية عالية. إذا تم استخدامه بشكل صحيح ودقيق، فإن نسبة النجاح في منع الحمل تصل إلى 99%، ولكن كما هو الحال مع معظم وسائل منع الحمل الهرمونية، قد تنخفض هذه النسبة إذا تم نسيان الجرعة أو استخدامها بشكل غير منتظم.
فيما يتعلق بالتقييم العام للدواء من قبل المرضى، كانت التقييمات متنوعة، حيث أفاد بعض المرضى بتحسن كبير في تنظيم الدورة الشهرية، بينما أفاد آخرون بآثار جانبية غير مرغوب فيها مثل تقلب المزاج والألم. بحسب التجربة المذكورة سابقًا، أعطت المريضة تقييمًا للفعالية بمعدل 3 من 5، وهو مؤشر على أن الدواء قد لا يكون مناسبًا للجميع.
هل “أبري” الخيار الأنسب لك؟
قبل اتخاذ القرار باستخدام “أبري” أو أي وسيلة أخرى لمنع الحمل، من المهم استشارة الطبيب المختص. قد تكون هناك عوامل صحية أو احتياجات شخصية قد تؤثر على اختيار وسيلة منع الحمل الأكثر ملاءمة.
في الختام، يُعتبر “أبري” وسيلة فعالة وآمنة لمنع الحمل، إلا أنه يجب على كل مستخدمة أن تكون على دراية بالتأثيرات الجانبية المحتملة وأن تتابع مع الطبيب لضمان أفضل نتائج.