آن في المرتفعات الخضراء: رحلة إلى عالم الخيال والانتماء

آن في المرتفعات الخضراء: التحفة الأدبية الخالدة

المؤلف: لوسي مود مونتغمري

الوصف:

في رواية “آن في المرتفعات الخضراء”، تقدم لنا الكاتبة الكندية لوسي مود مونتغمري قصة آن شيرلي، اليتيمة ذات الشعر الأحمر وروحها النارية. هذه الرواية الكلاسيكية التي أحبها الكثيرون على مر العصور تعود لتسطع من جديد مع إصدار جديد يتزامن مع العرض الأول للسلسلة الجديدة على شبكة نتفليكس، ومع مقدمة مميزة كتبتها الروائية الشهيرة مارغريت أتوود، مؤلفة “قصة الخادمة”، احتفالاً بالذكرى المئوية لهذه القصة التي أبهرت الأجيال.

تبدأ قصة آن شيرلي عندما كانت في الحادية عشرة من عمرها، حيث لم تعرف طيلة حياتها ما يعنيه أن يكون لها منزل حقيقي. منذ وفاة والديها، انتقلت آن من دار رعاية إلى أخرى ومن بيت حاضن إلى آخر. وعندما يتم إرسالها بالخطأ للعيش مع ماثيو وماريللا كوثبرت في مزرعة “المرتفعات الخضراء” البيضاء المريحة، تأمل آن أن تبقى هناك للأبد. ولكن آن ليست الصبي القوي الذي كان يتوقعه ماثيو وماريللا، بل هي فتاة شقية وثرثارة بشعر أحمر ومزاج حاد، تقع في المشاكل واحدة تلو الأخرى.

آن ليست كأي أحد آخر، كما يتفق الكوثبرتس؛ إنها فتاة مميزة ذات خيال واسع. كل ما أرادته آن هو أن تنتمي إلى مكان ما، وكلما طالت إقامتها في “المرتفعات الخضراء”، يصبح من الصعب على الجميع تخيل الحياة بدونها.

وصفها الكاتب الأمريكي الشهير مارك توين بأنها “أعز وأحب الأطفال في الأدب منذ أليس الخالدة”، يشير إلى تأثير آن العميق في قلوب القراء. فمن خلال مغامراتها وأخطائها وأحلامها الكبيرة، تعلمنا آن دروساً في الحياة عن الحب، والانتماء، وقيمة العائلة والأصدقاء.

الفئات الأدبية:

تندرج رواية “آن في المرتفعات الخضراء” ضمن فئة أدب الأطفال، العائلة، الأيتام ودور الرعاية. وتتميز الرواية بطابعها العائلي الدافئ والأحداث التي تعكس واقع الحياة اليومية، مما يجعلها قريبة من قلوب القراء بمختلف أعمارهم.

الناشر:

تم نشر هذا العمل الأدبي الكلاسيكي من قبل دار النشر “بانتام بوكس” ضمن مجموعة “الكلاسيكيات”.

تاريخ النشر:

صدرت هذه النسخة في شهر مايو من عام 1982، وتعتبر واحدة من الإصدارات المهمة التي أعادت إحياء هذا العمل الأدبي المميز ليصل إلى جيل جديد من القراء.

تحليل الشخصية:

شخصية آن شيرلي تعتبر من أكثر الشخصيات الأدبية تميزاً وجاذبية. فهي تجمع بين البراءة والخيال الواسع، وبين القوة والضعف البشري. طموحاتها الكبيرة وأحلامها الوردية تجعلها نموذجاً يحتذى به للأطفال والشباب في المثابرة والإصرار على تحقيق الأحلام رغم الصعوبات.

آن تعكس بتصرفاتها وشخصيتها الطفولية المشرقة رغبة داخلية عميقة في العثور على الحب والانتماء، وهي مشاعر يتعاطف معها القراء لأن كل إنسان يسعى إلى إيجاد مكان يشعر فيه بالأمان والانتماء.

تأثير الرواية وأهميتها الأدبية:

لم تكتفِ رواية “آن في المرتفعات الخضراء” بأن تكون مجرد قصة للأطفال، بل أصبحت رمزاً للبراءة والصمود في وجه التحديات. وقد ألهمت أجيالاً من القراء والكتّاب على حد سواء. تركت بصمة دائمة في الأدب العالمي، وساهمت في تعزيز أهمية القصص التي تتناول موضوعات اليتيمية والانتماء والعائلة.

من خلال آن، نتعلم أهمية التسامح والغفران، حيث يتعلم الكوثبرتس ببطء قبول آن على ما هي عليه، ويدركون أن العائلة ليست فقط رابطة دم بل هي أيضاً قبول ومحبة ورعاية.

الخاتمة:

رواية “آن في المرتفعات الخضراء” هي عمل أدبي خالد يحتفل بالقيم الإنسانية والبراءة الطفولية. إنها دعوة للخيال والطموح، ورسالة حب وأمل لكل من يبحث عن مكان ينتمي إليه. في كل صفحة من صفحاتها، تضيء لنا آن شيرلي طريق الأمل والتحدي، لتبقى قصتها رمزاً أدبياً يدرس ويُستمتع به على مر العصور.