تعدّ رواية “آخر العمالقة” للكاتب كميل شمعون من الأعمال الأدبية التي تجمع بين السرد الشيق والتحليل العميق للشخصيات والأحداث، فهي تأخذ القارئ في رحلة عبر متاهات السياسة والحياة العامة، تاركةً وراءها أثراً لا يُمحى في ذاكرته. يأخذنا الكاتب نقولا ناصيف في هذا العمل الأدبي الرائع إلى عالمٍ متشابك من الأحداث والشخصيات، حيث يُسلط الضوء على قصة حياة أحد العمالقة في مجال السياسة، وهو السياسي البارز كميل شمعون.
تُعتبر هذه الرواية السيرة الذاتية لكميل شمعون، حيث يُسلط الكاتب الضوء على مختلف جوانب حياته، بدءًا من طفولته ونشأته، وصولاً إلى تجاربه وإسهاماته السياسية والاجتماعية. يتناول الكاتب ببراعة تفاصيل السيرة الذاتية لشمعون، متنقلاً بين الأحداث التاريخية التي شهدتها بلاده وبين تأثيرها على شخصية هذا الرجل الاستثنائي.
وفيما يتعلق بالتنظيم والتقديم، يُظهر الكاتب مهاراته الفنية في ترتيب الأحداث وإعطاء الأولوية للتفاصيل الحيوية التي تضيف عمقًا وملمسًا إنسانيًا لشخصية شمعون وللأحداث التي شهدتها حياته. كما يتميز الكتاب بلغة سلسة وجذابة تجذب القارئ وتحفزه على استكشاف مزيد من صفحات الرواية.
تُعدّ “آخر العمالقة” إضافة قيمة لمكتبة الأدب العربي، حيث تقدم للقارئ فرصة للتعرف على شخصية كميل شمعون بشكل مختلف ومفصل، وتسلط الضوء على جوانب مهمة من تاريخ لبنان والمنطقة. إنها رواية تستحق القراءة والتأمل، وتظلّ محط أنظار الباحثين والمهتمين بالشأن السياسي والثقافي في المنطقة العربية.