الحروق

آثار حروق الدرجة الأولى

اخر تحديث 17/06/2025
11 تمت قراءة 3 دقيقة

آثار حروق الدرجة الأولى: الدليل الكامل لفهمها وعلاجها والوقاية منها

تُعد حروق الدرجة الأولى من أكثر أنواع الحروق السطحية شيوعًا، وغالبًا ما تكون نتيجة التعرض المباشر لمصدر حراري بسيط مثل الشمس أو سوائل ساخنة لفترة قصيرة. ورغم بساطتها الظاهرة مقارنة بالحروق الأعمق، فإن آثارها على الجلد قد تكون مزعجة في بعض الحالات وتستدعي الاهتمام والرعاية المناسبة لتجنب تفاقم الحالة أو ترك أثر دائم. يتناول هذا المقال كل ما يتعلق بآثار حروق الدرجة الأولى، من حيث الأسباب، الأعراض، التغيرات الجلدية، مسار الشفاء، العلاجات، والوقاية طويلة الأمد.

تعريف حروق الدرجة الأولى

حروق الدرجة الأولى هي إصابات حرارية تصيب الطبقة الخارجية فقط من الجلد (البشرة)، دون اختراق الطبقات الأعمق كالآدمة أو الأنسجة الدهنية. وهي تعتبر الأقل خطورة بين أنواع الحروق، إلا أنها قد تسبب ألمًا حادًا واحمرارًا واضحًا وربما تورمًا خفيفًا.

الأسباب الشائعة لحروق الدرجة الأولى

  1. التعرض لأشعة الشمس المباشرة لفترات طويلة (حروق الشمس).

  2. ملامسة سوائل ساخنة مثل الشاي أو القهوة أو الماء المغلي.

  3. الاحتكاك السريع بالأجسام الساخنة كالمكواة أو الفرن.

  4. التعرض المؤقت لبخار الماء الساخن.

  5. الحروق الكيميائية السطحية الناتجة عن مواد مثل منتجات التنظيف.

المظاهر السريرية لحروق الدرجة الأولى

من أهم الأعراض والعلامات التي ترافق حروق الدرجة الأولى:

  • احمرار الجلد (Erythema): يحدث بسبب تمدد الأوعية الدموية كرد فعل للحرارة.

  • ألم موضعي مستمر قد يزداد عند لمس المنطقة المصابة.

  • جفاف الجلد وتقشره بعد مرور عدة أيام من الإصابة.

  • تورم طفيف في محيط المنطقة المصابة.

  • حكة خفيفة خلال مرحلة الشفاء.

من الجدير بالذكر أن حروق الدرجة الأولى لا تؤدي إلى ظهور بثور أو فقاعات مائية، وهو ما يميزها عن حروق الدرجة الثانية.

التغيرات الجلدية بعد الشفاء

رغم أن معظم حروق الدرجة الأولى تُشفى خلال 5 إلى 10 أيام دون ترك ندوب، إلا أن بعض الحالات قد تتسبب بآثار جلدية مؤقتة أو حتى طويلة الأمد، وتشمل:

  • فرط التصبغ المؤقت (Hyperpigmentation): يزداد تركيز الميلانين في المنطقة المتأثرة، ما يؤدي إلى اسمرار الجلد.

  • نقص التصبغ (Hypopigmentation): في حالات نادرة، قد يحدث فقدان للون الطبيعي للجلد.

  • خشونة مؤقتة في الجلد نتيجة التقشر وتجدد الطبقة السطحية.

  • الحساسية المتزايدة لأشعة الشمس في فترة ما بعد الحرق.

الجدول التالي يوضح الفرق بين الحرق السطحي العادي والحرق الذي يترك أثراً:

العنصر الحرق السطحي البسيط الحرق الذي يترك أثراً
مدة الشفاء 3 – 7 أيام أكثر من 10 أيام
تغير لون الجلد بعد الشفاء لا يُلاحظ غالبًا تصبغات أو تفتيح ملحوظ
احتمالية حدوث تقشر نعم نعم
الحاجة إلى متابعة طبية نادرة جدًا موصى بها
احتمال ترك ندبة شبه معدوم موجود في حالات خاصة

العوامل المؤثرة في ظهور آثار بعد الحرق

  1. شدة التعرض للحرارة حتى في إطار الدرجة الأولى.

  2. مدة بقاء الجلد تحت التأثير الحراري.

  3. نوع البشرة: أصحاب البشرة الفاتحة أكثر عرضة للتصبغ بعد الحروق.

  4. التدخل العلاجي المبكر أو تأخره.

  5. استخدام المنتجات الموضعية غير المناسبة.

طرق العناية لتقليل آثار حروق الدرجة الأولى

1. التبريد السريع

غسل الجلد المصاب بماء بارد (وليس مثلجًا) فور الإصابة يساعد على تقليل تمدد الضرر ويخفف الالتهاب. يُفضل أن يستمر التبريد من 10 إلى 15 دقيقة.

2. الترطيب الجلدي

استخدام كريمات مرطبة خالية من العطور مثل الألوفيرا أو البانثينول يعزز من عملية تجدد خلايا البشرة، ويمنع الجفاف والتقشر المفرط.

3. الوقاية من الشمس

تطبيق واقي شمسي بعامل حماية لا يقل عن 50 على المنطقة المصابة لفترة أسابيع بعد الشفاء يمنع فرط التصبغ الناتج عن التعرض اللاحق للشمس.

4. تجنب الحك أو التقشير اليدوي

يُفضل ترك الجلد يتقشر طبيعياً دون تدخل، لأن الحكة أو إزالة القشور بالقوة قد تؤدي لتهيج الجلد وزيادة احتمالية تغير اللون أو حتى الإصابة بالعدوى.

5. استخدام مضادات الأكسدة الموضعية

مثل كريمات تحتوي على فيتامين C أو E لدعم تجدد البشرة وتحسين مظهر الجلد بعد الشفاء.

متى تترك حروق الدرجة الأولى أثراً؟

بشكل عام، لا تترك حروق الدرجة الأولى أثراً دائمًا، لكن في حالات معينة قد يبقى أثر تصبغي لفترة، خاصة إذا:

  • لم يتم علاج الحرق فوراً.

  • تم تعريض المنطقة للشمس دون حماية.

  • تم استخدام مواد كيميائية قاسية أو منتجات غير طبية على موضع الحرق.

  • تم خدش أو فرك الجلد المتقشر.

المنتجات الموضعية المفيدة لتفادي الآثار الجلدية

  • كريمات الألوفيرا النقية بنسبة عالية.

  • جل البانثينول بنسبة 2% أو 5%.

  • كريمات السيليكون الموضعية: تقلل من احتمالية ظهور الندوب حتى في الحروق البسيطة.

  • مراهم فيتامين E: فعالة في تحسين مظهر البشرة بعد الالتهاب.

  • مستحضرات تحتوي على النياسيناميد أو مستخلص البابونج: تساهم في تقليل الالتهاب وتعزيز الترميم الجلدي.

أخطاء شائعة تزيد من آثار الحروق

  • وضع معجون الأسنان أو الثلج مباشرة على موضع الحرق.

  • استخدام كريمات تحتوي على الكورتيزون من دون استشارة طبية.

  • تعريض الجلد المصاب لأشعة الشمس خلال مرحلة الشفاء.

  • تجاهل الترطيب اليومي بعد الإصابة.

  • لمس القشور الجلدية أو محاولة إزالتها يدويًا.

العلاجات الطبية والتجميلية في حال استمرار الأثر

في حال بقيت تصبغات أو تغيرات واضحة في لون الجلد بعد مرور عدة أسابيع من الشفاء، يمكن اللجوء إلى:

  1. كريمات تفتيح البشرة الموضعية بوصفة طبية (مثل الهيدروكينون).

  2. العلاج بالتقشير الكيميائي الخفيف لتحفيز تجدد الجلد.

  3. الليزر التجميلي غير الجراحي لتوحيد اللون والتخلص من التصبغ.

  4. الميكرونيدلينغ (Microneedling): يُحفّز إنتاج الكولاجين ويُساعد في استعادة النسيج الجلدي الطبيعي.

  5. كريمات الريتينويد الموضعية: تعمل على تجديد الطبقة الخارجية من الجلد.

طرق الوقاية من حروق الدرجة الأولى

  • استخدام واقي الشمس يومياً.

  • ارتداء ملابس واقية أثناء الطهي أو العمل بالأدوات الحرارية.

  • الابتعاد عن الأجسام الساخنة كالمكواة وأسطح الطهو دون عزل حراري.

  • تغطية الأطفال وعدم تعريضهم المباشر للشمس أو الماء الساخن.

  • قراءة تحذيرات المنتجات الكيميائية المنزلية بعناية.

المراجع العلمية

  1. American Burn Association (ABA). Burn Injury Fact Sheet. https://ameriburn.org

  2. Mayo Clinic. First-degree burns: Symptoms and treatment. https://www.mayoclinic.org

اخر تحديث 17/06/2025
11 تمت قراءة 3 دقيقة