في كتابه “The United States of Wal-Mart”، يقدم جون ديكر تحليلاً جاداً وجريئاً لأكبر وربما أكثر الشركات اتساعاً واستهجاناً في العالم، وهي وول مارت. يكشف الكتاب عن أن هيمنة وول مارت قد توفر للمستهلكين سلعًا رخيصة ووظائف وفيرة، ولكنه قد يكون أيضًا يؤدي إلى تربية ثقافة الاستياء. إذ يعمل واحد من كل 115 عاملًا أمريكيًا في هذه الشركة. ولو كانت دولة مستقلة، لكانت واحدة من أكبر عشرين اقتصادًا في العالم. بمبيعات سنوية تقارب 260 مليار دولار وأجور متدنية تبلغ متوسطها 8 دولارات في الساعة، تمثل وول مارت قوة فريدة وربما لا يمكن إيقافها في عالم رأس المال.
الكتاب يقدم تحليلاً عميقًا لكيف أن إمبراطورية سام والتون قد اخترقت ليس فقط جغرافيا أمريكا ولكن أيضا وعيها. يكشف جون ديكر، الصحفي الاستقصائي، عن قصة أمريكية (وعالمية بشكل متزايد) ليس لها أبطال أو أشرار واضحين – قصة معقدة ومربكة قد تكون قصة أمريكا نفسها. المعركة الحامية بين التقدم الاقتصادي وجودة الحياة، وبين الحفاظ على الهوية الإقليمية والتجانس الوطني، وبين الأسعار المنخفضة وكرامة العامل الأمريكي تبدأ في التجمع في حرب شاملة لتحديد عصرنا الحديث. ويقول ديكر إن وول مارت هي الرابحة في هذه الحرب.
من خلال كشف ممارسات الشركة التجارية التي شكلت ثقافة أمريكا، بما في ذلك السياسة الاجتماعية والسياسية والصناعية للبلاد، يقدم “The United States of Wal-Mart” رؤية جديدة حول جدل لا يزال قائمًا ولا يبدو أنه سيتلاشى. يمتزج الكتاب بين فحص الواقع والتحليل العميق، مما يضيء على الآثار المتباينة لتأثير وول مارت على المجتمع والاقتصاد الأمريكي.