TOI-824 b هو إحدى الكواكب الخارجية التي تم اكتشافها خلال العام 2020، حيث يتميز بموقعه البعيد عن النظام الشمسي للأرض بمسافة تقدر بحوالي 209 وحدة فلكية. تلك الكوكبة البعيدة تتلألأ في الفضاء بتوهج قزحي يصعب تصوره، بينما تتراقص حول نجمها المضيء بوتيرة مهيبة.
وعندما يُراقب الفلكيون TOI-824 b عبر التلسكوبات الفضائية المتطورة، يتم ملاحظة قيمة سطوع النجم المضيء الذي يتألق في سماء هذا الكوكب، حيث يُقدّر معدل سطوعه بحوالي 11.314 من القدر الظاهري. ومع ذلك، فإن مشاهدته مباشرة من الأرض تبقى تحدياً نظراً لبعده الشاسع.
تعتبر TOI-824 b من الكواكب العملاقة الفضائية، حيث تتمتع بملامح “سوبر أرضية”، وهو الصفة التي تشير إلى أن كتلتها تتجاوز بكثير كتلة كوكب الأرض. فبالمقارنة بكتلة الأرض، تُقدر كتلة TOI-824 b بمضاعف يصل إلى 18.467 مرة. ومن المثير للدهشة أن كتلة هذا العملاق الفضائي تزيد بشكل لافت عن كتلتنا الأرضية.
ومع ذلك، فإن قطر TOI-824 b يظل أصغر بكثير من قطر كوكب المشتري، إذ يبلغ معدل قطره نسبة 0.261 مقارنة بقطر المشتري. وهذا يعكس الاختلاف الهائل في البنية الفيزيائية بين هذين العالمين الفضائيين.
تدور TOI-824 b حول نجمها الأم بمسار دائري يميل إلى الاستقامة، إذ يبلغ شعاع مدارها الذي يفصلها عن نجمها الأم حوالي 0.02177 وحدة فلكية. ومدة دورانها حول نجمها الأم تُقدّر بحوالي 0.003832991 يوم فلكي، وهي فترة زمنية تكشف عن السرعة الرهيبة التي تتحرك بها هذه العملاقة الفضائية.
وبالرغم من أن تلك الكوكبة تتمتع بمسار دوران دائري، إلا أنها تتميز بعدم انحراف في مدارها (بمعنى أنها لا تتبع مسارًا بيضاويًا)، حيث تظل الحركة حول النجم الأم مستقيمة ومنتظمة.
وقد تم اكتشاف TOI-824 b باستخدام طريقة العبور (Transit)، وهي طريقة فحص تغيرات السطوع التي يسببها مرور الكواكب أمام نجومها الأم، وهو ما يُمكّن الفلكيين من استنتاج وجود الكواكب وتحديد خصائصها بدقة.
إن TOI-824 b تمثل إحدى الأجسام الفلكية المثيرة التي تدفعنا إلى استكشاف أعماق الفضاء الغامضة، وتجعلنا نتساءل عن أسرار الكون ومعجزاته المذهلة التي قد تنتظرنا في رحلتنا المستمرة نحو فهم الكون وجمالياته.