في إحدى أركان السماء، تتوسط الفضاء اللامتناهي كوكب يحمل اسمًا يثير الفضول والاهتمام، وهو TOI-270 b. يعد TOI-270 b واحدًا من الكواكب الفائقة الأرضية، مما يعني أنه يمتلك خصائص تشبه إلى حد كبير تلك التي تجعل الأرض مميزة. يبلغ المسافة بين هذا العالم الغامض وكوكبنا الأرض 73.0 سنة ضوئية، مما يجعله بعيدًا جدًا وفي نفس الوقت يثير التساؤلات حول طبيعته وتكوينه.
وعندما نتطلع إلى سماء الليل ونحاول تصور هذا الكوكب، نجد أن سطوعه يبلغ 12.603، مما يعني أنه يعد واحدًا من الأجرام السماوية الذي يمكن رؤيته بوضوح باستخدام التلسكوبات المتاحة. تلك اللمحة الخافتة في السماء تكشف عن عالم غامض يستحق التحقيق والدراسة العلمية الدقيقة.
تم اكتشاف TOI-270 b في عام 2019، وهو اكتشاف يضاف إلى سجل الكواكب خارج نظامنا الشمسي. تقدم هذه الاكتشافات نافذة مثيرة إلى تنوع العوالم في الكون وتفاوت خصائصها، مما يساهم في توسيع فهمنا لطبيعة الكواكب الخارجية.
لكن ما يجعل TOI-270 b حقيقةً فريدًا هو الحقائق المثيرة عن مكوناته. يعتبر هذا العالم الفائق الأرضي من فئة Super Earth، ويتسم بوزن يعادل 1.58 مرة ورديف نصف قطر يعادل 1.206 مرة مقارنة بالأرض. تلك الأرقام تلفت الانتباه إلى تشابه لافت مع كوكبنا الأم.
تدور TOI-270 b في مدار يبلغ نصف قطره 0.03197 وفترة دوران تبلغ 0.009308693 سنة، وهو يتبع مسارًا مداريًا ذا خصائص محددة بانتظام. الاكتشاف تم باستخدام طريقة العبور (Transit)، وهي تقنية تعتمد على قياس التغييرات في السطوع عندما يمر الكوكب أمام نجمه الأم، ما يوفر للعلماء فرصة لفهم التركيب الجيولوجي والجوي لهذا العالم البعيد.
على الرغم من البُعد الهائل الذي يفصلنا عن TOI-270 b، إلا أن دراسته وفهم تكوينه يمثل تحديًا مثيرًا للباحثين، حيث يمكن أن يساهم في الكشف عن أسرار الكواكب الفائقة الأرضية ويزيد من غموض وجاذبية هذا الكون اللامتناهي الذي نتعامل معه بأنظار فضولية وعلمية.