في أعماق السماء، تنثر الكواكب نثرها الفائق وتروي قصصًا فلكية مثيرة تلهم الإنسان وتفتح أفقه نحو أبعد الفضاء. إحدى هذه الكواكب التي ألهمت علماء الفلك واكتشفت حديثاً هي TOI-2236 b، وهي عملاقة غازية تتناغم بأناقة مع الرقصة اللامتناهية للكواكب في الكون.
تتمتع TOI-2236 b بموقع فريد في السماء، حيث تبلغ المسافة بينها وبيننا 1160.0 سنة ضوئية. يظهر تلألؤها الفاخر بشكل متواضع في سماء الليل، إذ تصدح قوتها الفلكية بتألق يقاس بمقدار 11.6 درجة من اللمعان النجمي. يعود اكتشاف هذا الجمال الفضائي إلى عام 2022، حيث ألهم باحثي الكواكب اكتشاف هذا العملاق الغازي.
تأتي TOI-2236 b كنتيجة لتفاعلات فلكية معقدة، حيث يظهر وجودها بوضوح ككوكب غازي عملاق. تتميز هذه العملاقة بكتلة ضخمة تعادل 1.58 مرة كتلة المشتري، العملاق الغازي الذي يعتبر معياراً لقياس الكتلة الكوكبية. وبتعداد يصل إلى 1.282 مرة قطر المشتري، يظهر TOI-2236 b بحجم مذهل يبرز في سماء الليل.
تدور هذه الكوكبة الغازية الرائعة حول نجمها الأم TOI-2236 بمسافة تقارب 0.05009 وحدة فلكية، وتستغرق فترة دورانها حوالي 0.009582478 يوم، ما يضفي عليها إيقاعاً فلكياً فريداً. تمتاز TOI-2236 b بانحراف بسيط في مدارها بلغت قيمته 0.0، مما يضفي عليها استقراراً إضافياً في حركتها السماوية.
طريقة اكتشاف TOI-2236 b ليست سوى نقطة تألق في سجل البشر في استكشاف الفضاء، حيث تم استخدام طريقة العبور الفلكي لكشف وجود هذا الكوكب الغامض. تلك اللحظة التاريخية للكون والفضاء تمثل نقطة انطلاق جديدة لفهمنا للكواكب البعيدة والأنظمة النجمية البعيدة.
في نهاية المطاف، تظهر TOI-2236 b كرمز للتلاحم بين الإنسان والكون، حيث تستمر الرحلة الفلكية في كشف أسرار الكواكب والنجوم والمجرات. إن تلك الرحلة لا تعد إلا بداية لاستكشافات أعظم في عالم الفضاء اللانهائي، حيث تنتظر كواكب أخرى بأسرارها وجمالها أن تروي قصصها في سماء الليل البعيدة.