تتعامل معلوماتنا الفلكية المتعلقة بالكواكب خارج النظام الشمسي مع عوالم سماوية تتنوع بشكل مدهش. إن TOI-2076 d تعتبر إحدى تلك الكواكب الساحرة التي تقع خارج نطاق نظامنا الشمسي، حيث تُعرف بأسماء تلمح إلى الأنظمة التي تم اكتشافها. تمثل هذه الكوكبة البعيدة تحدياً فريداً للعلماء والفلكيين الذين يسعون لفهم غموض الكواكب البعيدة وخصائصها الفريدة.
تقع TOI-2076 d على بُعد يبلغ حوالي 137.0 سنة ضوئية عنا، ما يعني أن الضوء يستغرق 137 عامًا للوصول إليها. ورغم البُعد الهائل الذي تتمتع به، إلا أن هذا الكوكب يلفت انتباه العلماء بفضل سطوعه النجمي البالغ 9.139 درجة. يُعد هذا السطوع مؤشراً على مقدار الضوء الذي يصلنا من TOI-2076 d، والذي يتيح لنا استنتاج بعض خصائصها.
تصنف TOI-2076 d ككوكب من نوع “نبتوني”، ما يعني أنها تتشابه في خصائصها إلى حد كبير مع كوكب نبتون في نظامنا الشمسي. هذا يشمل الأحجام والتكوينات الكيميائية التي قد تكون مشابهة لتلك الموجودة في عملاق الغاز البارد نبتون.
تم اكتشاف TOI-2076 d في عام 2021، حيث كانت هذه الفترة تمثل نقلة هامة في مجال البحث عن الكواكب خارج نظامنا الشمسي. هذا الاكتشاف يبرز التقدم المستمر في تقنيات الرصد والتحليل البياني، مما يسهم في زيادة عدد الكواكب المكتشفة وفهمنا لتنوع الكواكب في الكون.
تتميز TOI-2076 d بكتلة تعادل 10.5 مرات كتلة الأرض، مما يجعلها كوكبًا ذا كتلة كبيرة بالمقارنة مع كواكب نظامنا الشمسي. كما أن قطرها يعادل 28.8% من قطر المشتري، الذي يُعتبر مرجعًا للمقارنة بحجم الكواكب الخارجية. هذه الخصائص تسلط الضوء على التنوع الكبير في الكواكب التي تدور حول نجوم أخرى.
تدور TOI-2076 d حول نجمها الأم بشكل أفقي على مدار يبلغ 0.1539 وحدة فلكية، وتستغرق فترة دورانها حوالي 0.09609856 يوم، ما يشير إلى سرعة دوران متسارعة حول نجمها. يُلاحظ أن الكوكب يتمتع بشكل ملحوظ بانحراف مداري قريب من الصفر (eccentricity = 0.0)، مما يشير إلى أن مدارها يكون أكثر استقراراً وتنظيماً.
تم اكتشاف TOI-2076 d باستخدام طريقة العبور (Transit)، حيث يتم رصد الانخفاضات المتكررة في سطوع النجم الأم نتيجة لمرور الكوكب أمامه. هذه الطريقة هي واحدة من الوسائل الرئيسية التي يستخدمها العلماء لاكتشاف الكواكب خارج نظامنا الشمسي، وتعتبر ذات قيمة هائلة في توفير معلومات دقيقة حول خصائص هذه العوالم البعيدة.
إن مثل هذه الاكتشافات توفر نافذة فريدة لفهم تكوين وتنوع الكواكب في الكون، وتشير إلى إمكانيات الحياة خارج نظامنا الشمسي. وبمجرد اكتشاف مثل هذه العوالم، يتعاظم الإثارة لدى الباحثين لاستكشاف المزيد من أسرار الفضاء اللامتناهي وتوسيع حدود فهمنا لعجائب الكون.