في السماء البعيدة، حيث يتجول الأجرام السماوية بأناقة لا مثيل لها، تبرز نجمة TOI-150.01 بتألقها الخافت الذي يرسم لوحة ساحرة في عمق الفضاء. يعتبر هذا النجم نقطة توهج لامعة ضمن كوكبة مجهولة تلفها ألسنة من الظلام العميق، ورغم بعده البعيد الذي يبلغ حوالي 1097 سنة ضوئية، إلا أنه يستطيع أن يخطف الأنظار ببريقه الذي يتلألأ في السماء.
TOI-150.01، هو عالم غامض ينتمي إلى فصيلة الكواكب العميقة في عرين الفضاء. يُعتبر TOI-150.01 من فئة العمالقة الغازية، حيث يتميز بكتلته الهائلة التي تعادل 2.51 ضعف كتلة المشتري، العملاق الغازي السائد في نظامنا الشمسي. ومن خلال محوربته المثيرة، يستعرض هذا الكوكب الغازي جاذبيته الفائقة والمفرطة، مما يجذب الأنظار إليه ككوكب ذي خصائص فريدة تميزه عن سواه.
اكتشف هذا العالم الغريب في عام 2019، وهو اكتشاف يضيف لرونق وسحر الكواكب البعيدة. بوساطة طريقة الكشف باستخدام ظاهرة العبور “Transit”، تمكن العلماء من كشف هذا الكوكب العملاق بدقة فائقة، مما أضاء على ركن جديد من أسرار الكون.
تعزز تلك النظرة الباهرة لTOI-150.01 قياساته الفلكية البارزة. إذ يتجاوز قطره 1.255 مرة قطر المشتري، مما يمنحه حجمًا هائلاً يتحدى الخيال. أما بالنسبة لمداره المثير، فيتمثل في انعطافاته حول نجمه الأم، حيث يبلغ معدل الانعطاف الشهري لهذا العمل الفلكي الرائع حوالي 0.07037 وحدة فلكية. وتتراقص TOI-150.01 في رقصته الفلكية بفترة دوران تقارب 0.01615332 عام، مضيئًا بسحره في كل دورة من دوراته اللامتناهية.
تضيء قوانين الفيزياء على هذا الكوكب بشكل فريد، إذ يتباهى بتمايله الملفت بنسبة 0.26، مما يضفي لمسة من الغموض والجاذبية على حركته المتغيرة. وكما هو الحال دائمًا في علم الفلك، تظهر أسرار TOI-150.01 للباحثين تباعًا، حيث يتجلى جمال الكون في تلك الأرقام والقياسات التي تكشف عن سر TOI-150.01 وتفاصيله الفلكية الفاتنة.