في الأعماق اللامتناهية للكون، حيث تتجلى ألوان السماء الفضائية وتتراقص نجوم الليل بإنارتها البعيدة، نجد أنفسنا أمام سراديب لا تعرف النهاية من معجزات الكواكب والأجرام السماوية. وفي هذا السياق الرائع، يظهر لنا عالم آخر من الغموض والجمال، حيث يحكي لنا كوكب TOI-125 b قصة فريدة تشد الأنظار.
TOI-125 b، هذا العالم البعيد الواقع على بُعد 362 سنة ضوئية منا، يتلألأ في سماء الليل ببريقه الخافت الذي يُظهر لنا مدى جمال التناغم السماوي. يأتي هذا الكوكب في صورة تشبه إلى حد كبير الكواكب النيبتونية، إذ يُصنف ككوكب من نوع “نيبتوني المشابه”، وهو يحمل معه ألغازاً وأسراراً لم يكشف عنها إلا في العام 2019، عندما تم اكتشافه وإعلان وجوده للعالم.
فيما يتعلق بالمعطيات الفيزيائية الرائعة لهذا العالم السماوي، يظهر TOI-125 b بسطوع نجمي يبلغ 11.023 في المغناطيس الفلكي، ما يجعله يندرج ضمن فئة النجوم الذين يبعدون عنا في سماء الليل. وعند التحدث عن كتلة هذا الكوكب البعيد، يتبين أنها تعادل 9.5 مرة كتلة الأرض، مما يجعله كوكباً ذا كتلة ضخمة وغامضة تحمل في طياتها الكثير من الأسرار.
وإذا نظرنا إلى قطره الفلكي، نجد أن TOI-125 b يظهر بحجم يعادل 0.243 من قطر كوكب المشتري، وهو ما يعزز ملامحه النيبتونية ويضيف له سحراً فريداً. ولا تكتمل ملامح هذا العالم السماوي إلا بالحديث عن مساره المداري، حيث يتحرك في مداره بنسبة 0.05186 من المسافة الشمسية، ما يجعله يعترض مسار النجوم بشكل مميز ويتربع في موقع يثير الفضول.
لتكملة هذا السياق الفلكي، يدخل TOI-125 b في دورة فلكية رائعة، حيث يستغرق فقط 0.012867898 عام ليكمل دورة كاملة حول نجمه الأم، ويرقص في سماءه بتناغم ساحر يشد الانتباه. ولكن الجمال لا يكتمل إلا بميله الكبير، حيث يظهر بميل يبلغ 0.19، ما يعزز من تعقيد وتنوع هذا العالم الفلكي الرائع.
وكيف تم اكتشاف هذا العالم السماوي؟ يعود الفضل في ذلك إلى طريقة الكشف التي تعتمد على مرور الكوكب أمام نجمه، وهي الطريقة المعروفة باسم العبور الكوني. حيث تلاحظ الانخراطات المتكررة لضوء النجم خلال مرور الكوكب أمامه، مما يكشف عن وجود هذا العالم البعيد بشكل واضح.
وهكذا، يتألق TOI-125 b في سماء الفضاء بألوانه النيبتونية وملامحه الفلكية الرائعة. إنه عالم منفصل يعيش في عزلته الكونية، ولكنه في الوقت نفسه يروي لنا قصة فلكية مثيرة، تفتح نوافذ لاكتشافات جديدة وتوسع في آفاق فهمنا للكون وغموضه.