في سماء اللانهاية، تنشر النجوم مجراتها وتسكب أنوارها في فلك الليل، ومن بين هذا السحر الفلكي يبرز كوكب TOI-1231 b، كجوهرة في تاج الكون، يتلألأ بحضوره ويروي قصة فلكية مثيرة.
تأتي TOI-1231 b كواحدة من تلك الكواكب البعيدة التي تتسارع في الظلمة العميقة لتشكل جزءاً من المجموعة الفلكية الرهيبة. تقع هذه الكوكبة السماوية في مسافة بعيدة تبلغ حوالي 90.0 سنة ضوئية منا، حيث يتوهج TOI-1231 b بلمعان فائق يظهر في سماءنا بشكل باهر.
تتميز هذه الكوكبة بسطوع نجمها الرئيسي الذي يعبر عن نفسه بقيمة سطوع فلكي تبلغ 12.36 درجة. إن هذا النجم، الذي يلهب في قلب هذه القصة الكونية، يلقب بـ TOI-1231، وهو الشمس الخافتة التي تضيء ليالي هذا الكوكب المدهش.
TOI-1231 b، الذي ينتمي إلى فئة الكواكب من نوع “نبتونية”، يشبه بنياً إلى حد كبير الكوكب نبتون في نظامنا الشمسي، ولكنه يأتي بملامح فريدة تكسبه سحراً خاصاً. تم اكتشاف هذا العالم الفلكي الرائع في عام 2021، حيث كانت لحظة الاكتشاف تاريخية في سجلات الفلك.
إن مضاعف كتلة TOI-1231 b يبلغ حوالي 15.4 مرة من كتلة الأرض، وهو معلم يشير إلى كمية الكتلة الضخمة التي يتمتع بها هذا الكوكب البعيد. بينما يبلغ مضاعف نصف القطر 0.326 من نصف قطر كوكب المشتري، يجعل هذا الكوكب نفسه محط أنظار الفلكيين بحجمه الهائل وتألقه الذي لا يضاهى.
فيما يتعلق بمساره المداري، يدور TOI-1231 b حول نجمه الأم TOI-1231 على بعد قدره 0.1288 وحدة فلكية، متأرجحاً في فضاء اللانهاية بفترة دوران تبلغ حوالي 0.066255994 يوم، ما يضفي على هذا العالم البعيد إيقاعاً خاصاً في رقصته حول النجم.
لكن السحر لا يكتمل إلا بلمسة من الغموض، إذ يتميز TOI-1231 b بشذوذ قليل في شكل مداره، حيث يصاحبه انحراف بنسبة 0.09. هذا الاختلاف يضفي على الرحلة المدهشة لهذا الكوكب لمسة من التعقيد والغموض.
وفي سياق كهذا من السحر والعجائب الفلكية، تم اكتشاف TOI-1231 b باستخدام أسلوب العبور (Transit)، حيث يتم رصد تغييرات في سطوع النجم الأم عندما يمر الكوكب أمامه، مما يشير إلى وجود هذا الجسم السماوي الرائع.
بهذه الطريقة، يستمر TOI-1231 b في إثارة فضولنا وتحفيز رغبتنا في استكشاف أغوار هذا الكوكب والتعرف على أسراره الكونية التي تعكس روعة الكون وتعقيداته اللامتناهية.