في كتابه المثير للاهتمام “The Vacant Chair: The Northern Soldier Leaves Home”، يقدم المؤلف Reid Mitchell رؤية فريدة حول تجربة الجندي الشمالي في الحرب الأهلية الأمريكية. ينظر Mitchell إلى كيفية تأثير المفاهيم والصور المرتبطة بالمنزل والأسرة في منتصف القرن التاسع عشر على نهج الجندي الاتحادي للحياة العسكرية وكيف تشكلت مواقفه وتأثرت بشبكات العلاقات العائلية.
يبرز المؤلف كيف أن الجندي الاتحادي عاش الحرب وكأنه لم يغادر منزله أبدًا. في المعسكرات وعلى ساحات المعركة، اعتاد المتطوع الاتحادي على الحياة العسكرية بتوجيهات متأثرة بشكل كبير بشبكات العلاقات العائلية، داخل وحدات مؤلفة من رجال من نفس المدينة. يرى المؤلف أن فهم هذه الروابط بين المنازل التي تركها القوات والحرب التي كان عليهم خوضها يقدم رؤية حيوية في كيفية تفكيرهم، وكيف قاتلوا، وكيف تحملوا على مدى أربع سنوات دموية من المعارك.
تسلط دراسته الضوء على الرسائل واليوميات والسجلات الشخصية للجنود العاديين، مما يظهر كيف أن الأفكار والصور الخاصة بالمنزل والأسرة شكلت نهج الجندي الاتحادي لكل شيء بدءًا من الانضباط العسكري إلى الشجاعة على ساحة المعركة. بالنسبة لمئات الآلاف من “الفتيان”، كما كانوا يسمون أنفسهم، كانت الجيش الاتحادي امتدادًا لمنازلهم وتجارب طفولتهم. كثيرون عاشوا الحرب كتجربة انضباط، اختبارًا لفضيل رجولية مثل ضبط النفس والتحمل والشجاعة.
هؤلاء الجنود خدموا في شركات تم تجنيدها من نفس المجتمعات، وكتبوا رسائل يروون فيها عن أداء بعضهم البعض، مدركين أن سلوكهم في الجيش سيؤثر على سمعتهم في بلادهم. كما كانوا يتأثرون بشدة برسائل عائلاتهم، حيث كانت الزوجات والأمهات يشكن في المعاناة أو يطالبن بمزيد من الشجاعة. يظهر المؤلف أيضًا كيف أن هذا الأساس المحلي لوحدات المتطوعين قوض احترام الرتب العسكرية، حيث خدم الرجال مع ضباط يرونهم كأقران: “النقيب ديوي قدم هيو تي ريد”، كتب أحد الرقباء بجفاء، “قائلاً: ‘الفتيان، ها هو كولونيلكم’، ورأيناه.”
بدوره، اعتمد الضباط عادة على مواقف الأب تجاه “الفتيان”، خاصة في حالة الضباط البيض الذين كانوا يقودون الجنود السود. يتناول المؤلف أيضًا دور النساء في تجارب الجنود، من المركز الأنثوي لمنازلهم إلى كراهيتهم للنساء الكونفدراليات باعتبارهن “شياطين”. يقول المؤلف إن العلاقات الحميمة والحياة الداخلية للجندي الاتحادي تخبرنا كثيرًا عن السبب وكيفية استمراره في القتال على مدى أربع سنوات دموية، ولماذا ضربت التشاؤم روح الجندي الكونفدرالي مع تقدم الحرب في الجنوب، مهددة منزله وعائلته بينما كان في الجبهة. “لم يعيش الجندي الشمالي الحرب ببساطة كزوج أو ابن أو أب أو شقيق – قاتل بهذه الطريقة أيضًا”، يكتب، “هذا كان جزءًا من قوته. قاتل الجندي الكونفدرالي الحرب بنفس الطريقة، وفي النهاية، كان ذلك جزءًا من ضعفه.” يكشف “The Vacant Chair” عن هذا الفصل الحيوي في تجربة الحرب الأهلية، موضحًا كيف رأى الجندي الاتحادي – وفاز – في أكثر نزاعاتنا تكلفة.