في عام 1983، رأى العالم لأول مرة ظهور كتاب “The Media Monopoly” للكاتب بن باغديكيان، حيث اعتبر النقاد تحذيراته حول التأثيرات الباردة لامتلاك الشركات والإعلانات الجماعية على أخبار الأمة أمورًا “مفزعة”. منذ ذلك الحين، انخرط عدد الشركات التي تسيطر على معظم الصحف اليومية والمجلات والإذاعة والتلفزيون والكتب والأفلام في أمريكا من خمسين إلى عشرة ثم إلى ستة. يأتي هذا الإصدار بمقدمة جديدة بشكل دراماتيكي، توضح منظر الإعلام ونحن ندخل القرن الواحد والعشرين، ويشمل فحصًا تمامًا لتداولات التكنولوجيا الجديدة وتأثيراتها.
في هذا الكتاب، يقف باغديكيان كمراقب حذر لتطورات الإعلام، موثقًا انحسار عدد الشركات التي تتحكم في تيار المعلومات في أمريكا. ينقل القارئ إلى رحلة زمنية تمتد على مدى عقود، حيث تتسارع عجلة التراكم الإعلامي تحت راية الشركات الكبرى. يركز باغديكيان على تحليل التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية لتراكم السلطة الإعلامية، مشيرًا إلى كيف أن ملكية الشركات والإعلانات الجماعية تؤثر في تشكيل الرأي العام وتوجيه الأنظار.
في إصدار عام 2000، أخذ الكاتب يُحيي موضوعه بمقدمة جديدة، تتناول بعمق مناظر الإعلام في القرن الواحد والعشرين، وتقدم فحصًا شاملاً لتداولات التكنولوجيا الحديثة. يتساءل باغديكيان عن كيف يمكن أن تؤثر التطورات التكنولوجية الجديدة على هيكل الإعلام وحرية التعبير.
باختصار، يعتبر “The Media Monopoly” من المراجع الرئيسية في دراسات الإعلام والعلوم الاجتماعية. يمزج باغديكيان بين التحليل العميق والرؤية التاريخية ليقدم للقارئ نظرة شاملة عن كثب على تحولات المشهد الإعلامي في الولايات المتحدة، وذلك بأسلوب يجمع بين الحذر والوعي بالتحديات المستقبلية.