في عام 1997، قدم الكاتب إرنست ليفيفر، وهو واحد من أبرز المفكرين النيوكونسيرڤيتيڤ في أمريكا، إلى القراء مجموعة أدبية لا مثيل لها بعنوان “The Irony Of Virtue: Ethics And American Power”، والتي تعتبر تحفة لا غنى عنها في فهم الأخلاق والقوة الأمريكية. يتسم هذا الأنثولوجي بالتنوع والغنى الفكري، حيث يجسد الرحلة الفكرية والتحول الدراماتيكي للكاتب خلال النصف الثاني من القرن العشرين.
إرنست ليفيفر، الذي درس الأخلاق المسيحية، أظهر نفسه كخبير في السياسة العامة، حيث أصبح من أحد المدافعين المتحدثين ببلاغة عن السياسات العامة. ينقل القارئ في هذا الأنثولوجي إلى عوالم متعددة، حيث يروي ليفيفر تجربته كناشط في حقوق الإنسان أثناء الحرب العالمية الثانية وكعامل إغاثة في معسكرات الأسرى بعد الحرب العالمية الثانية.
التحول البارع والحيوي الذي خضع له ليفيفر يظهر بوضوح في الأنثولوجي، حيث كان في بداياته ينتمي إلى اليسار ويؤمن بالسلام بشكل مطلق، ولكنه تطور بسرعة ليصبح واقعيًا إنسانيًا. تم اختيار أربعين من أهم مقالاته من بين حوالي 500 مقالة نشرها، مما يعكس مساره الفكري وتطوره على مدى العقود.
المقالات تتناول مواضيع متنوعة تتراوح من التجارب الشخصية في مدرسة ييل للاهوت إلى النظرة النقدية لمؤسسات مثل الأمم المتحدة ومجلس الكنائس العالمي. يتعامل ليفيفر مع قضايا سياسية كثيرة، بدءًا من اختبار الأسلحة النووية وحقوق الإنسان إلى مراقبة الأسلحة وانهيار الشيوعية. يظهر براعته في الجمع بين التاريخ والنظرية السياسية وصحافة الرأي في مقالاته حول جدار برلين وإعادة تقييم تأثير فيتنام.
تكتمل هذه الأنثولوجي بمقدمة تاريخية شخصية تصف بحيوية رحلة ليفيفر الروحية والسياسية. يقدم الكتاب للقارئ فهمًا عميقًا للأخلاق والقوة الأمريكية من خلال عيون كاتب ذو تجربة ورؤية فريدة. “The Irony Of Virtue” يتميز بأسلوب كتابة مثير وفكر استثنائي، وهو ليس فقط قطعة أدبية بل إضاءة هامة على المفاهيم الأخلاقية والقوة في السياق الأمريكي في القرن العشرين.