في “The Green Fuse: An Ecological Odyssey”، يأخذنا العالم البيئي والناشط البيئي المحترم، جون هارت، في رحلة سردية تتنوع بين الشعر والبحث البيئي الذي قام به بنفسه. يتلاعب هارت بصورة الشاعر ويدمجها بتحقيقاته البيئية ليظهر لنا العديد من الترابطات بين نظم الأيكولوجيا في العالم. يأخذنا من جريان سمك السلمون في ألاسكا إلى المستنقعات في فلوريدا، ومن الشعاب المرجانية في جنوب المحيط الهادئ إلى هضبة التبت القاحلة. النتيجة هي تلك الكتاب النادرة التي تجسد تقاطع الثقافات بين العلم والفن.
يقدم هارت صورًا لامعة وواقعية للعجائب الطبيعية والتهديدات التي تواجهها، ويمزجها بتفاصيل علمية دقيقة حول العمليات الطبيعية والاضطرابات التي تطرأ عليها. “The Green Fuse” سيظهر لغير العلماء جاذبية العمل الباحث في مجال البيئة، ويجدد حب العلماء لجمال العالم تحت مجهرهم.
تسلط قصص هارت الضوء، دون موعظة، على الضرر الذي يسببه الاستهتار التكنولوجي واللاحق للحسابات السياسية الفاحشة للنظم الطبيعية. يرمز “الشرارة الخضراء” إلى الوحدة الأساسية وراء التنوع الطبيعي. ولكن الشرارة قد تكون أيضًا الرابط الضعيف في نظام محمل بشكل زائد أو الفتيل البطيء على قنبلة بيئية. كما يُذكرنا “The Green Fuse”، إن الطاقات التي خلقت التحرر البشري من الطبيعة قد تكون أيضًا تلك التي تؤدي إلى تدمير الإنسان للطبيعة.
هذا الكتاب، الذي يندرج تحت فئة العلوم، وعلوم الحياة، وعلم الأحياء، يُنشر عن طريق جامعة كاليفورنيا بريس، وقد رأى النور في إبريل من عام 1996. يقدم للقارئ محتوى غنيًا وفريدًا ينسجم ببراعة بين الروح الفنية والدقة العلمية، ليترك أثرا عميقا في وعينا بأهمية الحفاظ على توازن الطبيعة وتحقيق التناغم بين الإنسان وبيئته.