The Conjuring 2: رعب حقيقي

مراجعة فيلم “The Conjuring 2” (الشياطين)

فيلم “The Conjuring 2” هو الجزء الثاني من سلسلة أفلام الرعب الشهيرة “The Conjuring”، من إخراج جيمس وان. أُصدر هذا الفيلم في عام 2016، ليأخذ الجمهور في رحلة مرعبة في قلب أحد أكثر القصص الخارقة شهيرة في تاريخ المملكة المتحدة. يمتاز الفيلم بجو من التوتر والرعب النفسي، وهو مقتبس عن أحداث حقيقية، ويعتبر من أفضل أفلام الرعب التي شهدها الجمهور في السنوات الأخيرة.

قصة الفيلم

تدور أحداث فيلم “The Conjuring 2” حول العائلة الإنجليزية هودجسون التي تعيش في منزل قديم في لندن، حيث تواجه هذه العائلة سلسلة من الظواهر الغريبة والمخيفة. تبدأ المشكلة عندما تقوم الابنة الصغيرة “جانيت” (التي تؤدي دورها ماديسون وولف) عن غير قصد بإطلاق روح شريرة داخل المنزل، مما يؤدي إلى ظهور كيانات شبحية وأحداث مرعبة. في محاولة لإنقاذ عائلتها، تطلب الأم “بيف” (التي تؤدي دورها فرانسيس أوكونور) مساعدة الزوجين “إد” و”لورين وارين” (الذين يلعب دورهما باتريك ويلسون وفيرا فارميغا) – الزوجين الأكثر شهرة في مجال التحقيق في الظواهر الخارقة.

يسافر “إد” و”لورين” إلى لندن لمساعدة العائلة في مواجهة الشر المتواجد داخل منزلهم، ليكتشفوا أن الشبح الذي يطاردهم ليس مجرد مخلوق من عالم آخر، بل هو كائن شرير قوي له تاريخ طويل في تعذيب البشر. هذه المهمة تتطلب منهم معركة ليس فقط مع القوة الظلامية، بل أيضًا مع شكوكهم الخاصة وإيمانهم.

الأداء التمثيلي

يُعد الأداء التمثيلي في فيلم “The Conjuring 2” أحد أقوى عناصره. باتريك ويلسون وفيرا فارميغا يعودان مرة أخرى إلى أدوار “إد” و”لورين وارين”، ويمثلان بشكل رائع التوتر والعواطف العميقة التي يمر بها الزوجان أثناء مواجهتهما للأهوال. استطاعا أن يظهرا القوة الداخلية للشخصيات، والقلق الذي يرافق التحقيقات المظلمة التي يقومان بها.

أما ماديسون وولف في دور “جانيت” فقد قدمت أداءً رائعًا، حيث قامت بتقديم شخصية الفتاة التي تُسحب إلى عالم مظلم من الشر، وأثبتت قدرتها على نقل مشاعر الرعب والضعف بطريقة واقعية وقوية. كما كان لكل من فرانشيس أوكونور ولورن إسبوزيتو، اللذين لعبا دور الأم والأخت، تأثير كبير في إضافة عنصر إنساني في الفيلم.

الإخراج والتقنيات

جيمس وان، الذي اشتهر بإخراجه للأفلام ذات الطابع الرعب والتشويق، يُظهر براعة مذهلة في فيلم “The Conjuring 2”. يُبهر الجمهور بالأسلوب البصري الفريد، والأجواء المخيفة التي تنجح في خلق حالة من التوتر الدائم طوال مدة الفيلم. يستخدم جيمس وان تقنيات التصوير والضوء بحرفية عالية، مما يعزز من تجسيد الفزع والهلع الذي يعيشه الأبطال والجمهور على حد سواء.

الفيلم يحقق التوازن المثالي بين مشاهد الرعب المرئية والتشويق النفسي. حيث تساهم الموسيقى التصويرية في تعزيز الأجواء الكئيبة، مما يجذب المشاهدين إلى قلب القصة. ويمتاز أيضًا بتصميم الصوت المميز، الذي يخلق تفاعلاً بين الصمت والصوت العالي، وهو ما يعزز من التأثير المزعج للمشاهد.

الرعب النفسي والتشويق

يمثل “The Conjuring 2” مزيجًا رائعًا من الرعب النفسي والرعب المادي. الفيلم لا يعتمد على مشاهد “القفز” المفاجئ فقط، بل يعرض أيضًا حالات من الرعب الخفي الذي يتسرب إلى العقل تدريجياً. هذا النوع من الرعب يجعل الفيلم أكثر تأثيرًا، حيث يشعر المشاهدون بأنهم جزء من الأحداث المروعة التي تحدث أمامهم.

الرعب النفسي الذي يعرضه “The Conjuring 2” يتجسد في شكوك “إد” و”لورين” حول ما إذا كانا في مواجهة حقيقة أم مجرد خيالات في أذهانهما. يتساءل الجميع عما إذا كانت الأرواح الشريرة في الحقيقة، أم أن القصة مجرد وهم، مما يعزز من الغموض ويجعل الجمهور يشك في كل شيء حتى اللحظة الأخيرة.

التصنيف والمدة

تم تصنيف الفيلم تحت فئة “R” (للبالغين فقط)، مما يعني أنه يحتوي على مشاهد قاسية قد تكون غير مناسبة للأطفال. استمر الفيلم لمدة 134 دقيقة، وهو مدة طويلة تكفي لخلق تجربة غامرة ومثيرة.

المواقع والبلدان المشاركة

تم تصوير الفيلم في عدة دول، بما في ذلك كندا، المملكة المتحدة، والولايات المتحدة. هذه المواقع تضفي تنوعًا على تصوير الأحداث، مع التركيز على إضافة الطابع البريطاني للمنزل في لندن.

التقييمات والمراجعات

تلقى “The Conjuring 2” تقييمات إيجابية من النقاد والجماهير على حد سواء. وقد أشاد النقاد بالأداء التمثيلي واحترافية الإخراج، كما نوهوا إلى أن الفيلم ينجح في الجمع بين الإثارة والرعب في وقت واحد. يعد هذا الفيلم أحد أبرز أفلام الرعب في السنوات الأخيرة، خاصة في ما يتعلق بالقصص المستوحاة من الأحداث الحقيقية.

الختام

فيلم “The Conjuring 2” هو فيلم رعب مثير ومليء بالأحداث المرعبة التي تجعل من المستحيل أن يترك المشاهد مقعده. يمتزج فيه التشويق النفسي مع الرعب الفعلي، ويقدم تجربة فريدة لمحبّي هذا النوع من الأفلام. بجو مرعب، وأداء تمثيلي قوي، وإخراج استثنائي، يظل هذا الفيلم واحدًا من أفضل الأفلام في سلسلة “The Conjuring”. إذا كنت من محبي أفلام الرعب، فلا شك أن هذا الفيلم سيكون تجربة لا تنسى.