كتاب “The Big Horse” للكاتب جو مكجينيس يروي قصة مليئة بالإثارة والتحديات في عالم سباق الخيل، حيث يُبرز الكاتب جوانب من حياة المدرب الأمريكي الشهير بي. جي. جونسون، ورحلته الطويلة والصعبة نحو تحقيق حلمه بالحصول على “الحصان الكبير” الذي يحقق الشهرة والثروة.
في عالم سباقات الخيل، يُعتبر “الحصان الكبير” رمزًا للنجاح، فهو الحصان الذي يضع الاستقرار على خريطة السباقات الكبيرة ويجلب الشهرة والثراء لمالكيه. على مدار التاريخ، برزت أسماء خيول عظيمة مثل “سيبسكيت” و”سكرتيريات” و”فني سايد” التي أصبحت رموزًا في عالم السباقات، ولكن بي. جي. جونسون، رغم مسيرته الطويلة في هذا المجال، لم يكن يمتلك حصانًا يضاهي تلك الأساطير.
بي. جي. جونسون هو رجل عصامي من أصول بسيطة، نشأ في شيكاغو وقرر الانتقال إلى نيويورك ليصنع لنفسه اسمًا في عالم السباقات. ورغم العقبات والصعوبات، أصبح جونسون مدربًا ناجحًا في جميع حلبات نيويورك الرئيسية مثل “ساراتوجا”، “بيلمونت”، و”أكوادكت”، إضافة إلى “تروبيكال بارك” في فلوريدا. ورغم ذلك، لم يُحقق جونسون في مسيرته الطويلة أي انتصار كبير في سباقات التاج الثلاثي أو كأس المربين، ولم يحصل على الحصان الذي يمكن أن يُطلق عليه “الحصان الكبير”.
جونسون لم يكن من النوع الذي يعرف كيف يجامِل الأثرياء ليحصل على الدعم، ولذلك قرر أن يعتمد على نفسه لإيجاد حصانه الكبير. في سن السبعين، اشترى جونسون فرسًا بـ8000 دولار وقام بتزويجها لفحل بسعر 20000 دولار. من هذا الزواج، وُلد الحصان “فولبوني” عام 1998، وهو الحصان الذي غير مجرى حياة جونسون بشكل كامل.
في أكتوبر 2002، وبعد أن خضع جونسون لعملية جراحية وعلاج إشعاعي لمكافحة السرطان، شاهد حصانه “فولبوني” وهو يفوز بكأس المربين، وهو أطول حصان فرصة في السباق بنسبة 43 إلى 1، ليحصد أكثر من 2 مليون دولار، ويحقق بذلك أكبر انتصار في حياته.
في صيف العام التالي، التقى الكاتب جو مكجينيس بجونسون في “ساراتوجا” وبدأ يتردد على حظيرته في الساعات الأولى من الصباح، ليستمع إلى قصصه وحكاياته عن السباقات التي جمعها على مدار السنين. من خلال تلك اللقاءات، أدرك مكجينيس أن جونسون لم يكن مجرد مدرب خيول متميز، بل كان شخصية أمريكية أصيلة، تحمل حكمته وأفكاره أبعادًا تتجاوز مضمار السباق.
بعد فوز “فولبوني” بكأس المربين، كان جونسون مليئًا بالأمل والتفاؤل لموسم السباقات التالي، واعتقد أن حصانه سيصبح أفضل في العام المقبل. ولكن، بحلول الوقت الذي وصل فيه مكجينيس إلى “ساراتوجا”، كان “فولبوني” لم يفز بأي سباق منذ تسعة أشهر. ورغم ذلك، لم تتزعزع ثقة جونسون بحصانه، واستمر في إشراكه في السباقات الكبيرة ضد أفضل الخيول.
القصة تبلغ ذروتها في سباق كأس المربين لعام 2003 في “سانتا أنيتا”، وهو السباق الذي فاز به “فولبوني” في العام السابق، وهو سباق لم يفز به أي حصان مرتين من قبل. وبينما كانت الحرائق مشتعلة في تلال جنوب كاليفورنيا، شارك “فولبوني” في آخر سباق له بحياته تحت قيادة الفارس “خوسي سانتوس”، الذي كان الفارس نفسه الذي قاد “فني سايد”.
كتاب “The Big Horse” لا يروي فقط تفاصيل ذلك اليوم الحاسم، بل يتناول ما جاء بعده وما سبق تلك الأحداث. الكتاب يعتبر واحدًا من أكثر الكتب إثارة وإلهامًا في عالم سباق الخيل، وهو ليس مجرد سرد للانتصارات والهزائم في الميدان، بل هو استكشاف عميق لحياة رجل عصامي، مليئة بالعزم والإرادة، عاشق للخيول، ومؤمن بالحظ والقدر.
من خلال أسلوبه السردي المشوق والمعبر، يقدم مكجينيس للقارئ تجربة قراءة مليئة بالحميمية والعاطفة، تجسد رحلة جونسون من مدرب عادي إلى صاحب “الحصان الكبير”، الرحلة التي توجت بفوز تاريخي، وحكاية تستحق أن تروى للأجيال القادمة.