القمر الصناعي المعروف بالاسم الرسمي “ST-2” يمثل إحدى الإنجازات الفضائية البارزة التي تعكس التقدم التكنولوجي والتعاون الدولي في مجال الاتصالات الفضائية. يتم تشغيل وإدارة هذا القمر الصناعي بواسطة شركتي “Singapore Telecommunications Ltd.” (SingTel) و”Chunghwa Telecom Co. Ltd.”، وهما مشغلين/مالكين يتخذان من سنغافورة وتايوان مقرًا لعملياتهم.
تم إطلاق ST-2 في الفضاء في تاريخ 20 مايو 2011، باستخدام صاروخ “Ariane 5” من مركز الفضاء في غويانا. يتمتع هذا القمر بميزات فريدة تجعله ضمن فئة الأقمار الصناعية الجيو-ثابتة (GEO)، حيث يقع في مدار يتسم بتموضعه في خط الطول 87.99 درجة.
تتمثل غايته الأساسية في توفير خدمات الاتصالات، حيث يتميز بـ 41 جهاز إرسال/استقبال للنطاق الترددي Ku و 10 جهاز إرسال/استقبال للنطاق الترددي C، مما يتيح له تقديم خدمات اتصال فعالة ومتنوعة للمستخدمين التجاريين.
بالإضافة إلى ذلك، يحمل ST-2 تقنيات فائقة الدقة تمنحه قدرة فائقة على استقبال وإرسال الإشارات الاسترسالية في مدى زمني يبلغ 1436.12 دقيقة. وبفضل تصميمه الدقيق وقدرته على العمل في المدار الجيو-ثابت، يوفر ST-2 أداءً متميزًا وموثوقية عالية في تقديم خدمات الاتصالات.
تم تصنيع هذا القمر الصناعي بواسطة شركة “Mitsubishi Electric”، شركة يابانية تحظى بسمعة قوية في مجال تصنيع الأقمار الصناعية. وتشير مصادر متعددة، من بينها موقع الفضاء التشيكي وموقع “NSSDC” التابع لوكالة الفضاء الأمريكية “NASA”، إلى الدور البارز الذي لعبته هذه الشركة اليابانية في إنجاح هذا المشروع الفضائي.
تُعد مدة الخدمة المتوقعة لـ ST-2 تبلغ 15 عامًا، مما يجسد التفكير الاستراتيجي والاستثمار الطويل الأمد الذي قامت به الجهات المعنية. وبما أن هذا القمر الصناعي يعتبر خطوة بديلة للقمر الصناعي ST1، يتوقع أن يسهم بشكل فعّال في تحسين جودة وتوسيع نطاق خدمات الاتصالات في المنطقة.
في الختام، يُعَدّ القمر الصناعي ST-2 مثالًا بارزًا على التعاون الدولي في مجال الأنظمة الفضائية، حيث تجتمع الخبرات والمهارات اليابانية والتايوانية في إطار تقني يعزز البنية التحتية للاتصالات العابرة للحدود، مما يخدم تطلعات المستخدمين التجاريين ويسهم في تعزيز التواصل وتبادل المعلومات على الصعيدين الإقليمي والدولي.