القمر الصناعي الحالي الذي يحمل الاسم الرسمي SMAP، والمُسجل رسميًا في سجل الأمم المتحدة باسمه الحالي، يُعد إنجازًا فضائيًا تابعًا للولايات المتحدة الأمريكية. تدير هذا القمر الصناعي وتمتلكه إدارة الطيران والفضاء الوطنية الأمريكية، المعروفة اختصارًا باسم NASA. ويعتبر هذا القمر الصناعي أحدث تقنيات مراقبة الأرض، إذ يُستخدم للغايات العلمية في مجال رصد الأرض.
يتمتع SMAP بخصائص فريدة تجعله ذا أهمية استثنائية، إذ يقدم قياسات دقيقة وعالية الدقة لرطوبة التربة على مستوى العالم، ويتميز بالقدرة على اكتشاف ما إذا كانت الأرض متجمدة أم مذابة. يُطلق عليه اسم “SMAP” تأكيدًا على قدرته على تحليل رطوبة التربة بشكل دقيق باستمرار. ويأتي هذا القمر في إطار جهود وكالة NASA لفهم ومراقبة ظواهر الأرض وتأثيرها على البيئة.
من الجدير بالذكر أن هذا القمر الصناعي يعمل في مدار منخفض حول الأرض، وتحديدًا في مدار شمسي متزامن. يتبع نصف المدار الشمسي المنبثق عن هذا القمر صيغة متميزة، وتتمثل في زاوية ميل تصل إلى 98.13 درجة، مما يجعل حركته حول الأرض تكون متزامنة مع حركة الشمس. وبفضل هذا المدار، يمكن للقمر توفير قراءات دقيقة وموثوقة على مدار الساعة دون تقلبات كبيرة في الإضاءة الشمسية.
فيما يخص بيانات المدار وخصائص القمر، يبلغ ارتفاع أدنى للقمر أو مداره الأدنى حوالي 660 كيلومترًا، في حين يصل ارتفاع الأدنى إلى 686 كيلومترًا. وتظهر قيمة الانحراف في المدار (الاستدارة) بشكل طفيف، حيث تبلغ 0.00185، مما يشير إلى استقرار مداره حول الأرض.
تم إطلاق هذا القمر الصناعي في 31 يناير 2015، باستخدام مركبة الإطلاق Delta 2، وذلك من قاعدة فاندنبرغ الجوية الفضائية. وقد تم تصميم وتصنيع القمر بواسطة Jet Propulsion Laboratory، وهي جهة تتبع تحت إدارة وكالة NASA، والتي تُعد من بين الشركات الفضائية الرائدة في العالم.
تشير المعلومات المتاحة أن القمر الصناعي SMAP يخدم كعنصر حيوي في برامج الرصد البيئي والعلم الأرضي التي تنفذها وكالة NASA. يُتوقع أن يكون عمر الخدمة الفعلي للقمر حوالي 3 سنوات، وذلك بما يكفي لتحقيق الأهداف العلمية والاستفادة القصوى من هذا الإنجاز الفضائي.
في الختام، يجسد هذا القمر الصناعي SMAP نموذجًا متقدمًا لاستخدام التكنولوجيا الفضائية في مجال البحث العلمي، مما يعزز القدرة على فهم ورصد التغيرات في البيئة الأرضية بشكل دقيق وفعّال.