في عام 1999، رأى العالم الإداري والصناعي ظهورًا استثنائيًا في عالم إدارة الأعمال، وهو كتاب بعنوان “Six Sigma: The Breakthrough Management Strategy Revolutionizing the World’s Top Corporations”، الذي كتبه كل من هاري، مايكل ج.، وشرويدر، ريتشارد. يعد هذا الكتاب بمثابة برنامج إدارة ثوري استحق الإشادة من قبل شركات عملاقة مثل جنرال إلكتريك، موتورولا، وآليد سيجنال، والذي أحدث ثورة في الشركات الأمريكية بقدرته الفريدة على تحقيق نتائج مالية متفوقة.
“Six Sigma” يمثل أداة إدارة ثورية لا مثيل لها، ويعد وعدًا بزيادة حصة السوق وتقليل التكاليف، وتحسين كبير في الربحية الصافية للشركات بغض النظر عن حجمها. يعتبر هذا النهج محط اهتمام وول ستريت، وأصبح الشعار الذي يتردد في قاعات مجالس إدارة فورتشن 500 حول العالم لأنه يعمل.
لكن، ما هو Six Sigma بالضبط؟ في جوهره، إنه عملية تجارية تمكن الشركات من زيادة الأرباح بشكل هائل عن طريق تبسيط العمليات، وتحسين الجودة، والتخلص من العيوب أو الأخطاء في كل جانب من جوانب عمل الشركة، بدءًا من ملء أوامر الشراء إلى تصنيع محركات الطائرات. بينما كانت البرامج التقليدية لضمان الجودة تركز على اكتشاف وتصحيح العيوب، يمتد Six Sigma ليشمل شيئًا أوسع: إنه يوفر طرقًا محددة لإعادة إنشاء العملية نفسها بحيث لا تنتج العيوب في الأصل.
معظم الشركات تعمل على مستوى ثلاثة إلى أربعة سيغما، حيث تكون تكلفة العيوب تقريبًا 20 إلى 30 في المائة من الإيرادات. ومن خلال الاقتراب من Six Sigma – أقل من عيب واحد لكل 3.4 مليون فرصة – ينخفض تكلفة الجودة إلى أقل من 1 في المئة من المبيعات.
ويرجع ذلك إلى أن أعلى جودة تؤدي أيضًا إلى أقل تكاليف. عندما قللت جنرال إلكتريك تكاليفها من 20 في المئة إلى أقل من 10 في المئة، أنقذت مليار دولار في غضون عامين فقط – أموال تذهب مباشرة إلى الخط السفلي. ولهذا السبب، انطلقت وول ستريت وشركات متنوعة مثل سوني، فورد، نوكيا، تكساس إنسترومنتس، كانون، هيتاشي، لوكهيد مارتن، أمريكان إكسبريس، توشيبا، دوبونت، وبولارويد في برامج Six Sigma على مستوى الشركة.
Six Sigma يجب أن يكون ذا أهمية قصوى لكل تنفيذي ومدير يتطلع إلى جعل شركته على مستوى عالمي في صناعته.