“Shipwreck”، من تأليف لويس بيغلي، هو رواية تأخذنا في رحلة ملتوية وعميقة إلى عقلية الكاتب جون نورث، الحائز على جوائز أدبية. يجد نفسه فجأة محاطًا بالشكوك المظلمة حول القيمة الحقيقية لأعماله. يقضي ساعات لا تنتهي، ويستهلك زجاجات لا تعد ولا تحصى من الويسكي في مقهى غامض يُدعى “لانتر دو موند”، حيث يروي، في موازاة لشكوكه، القصة الوحيدة التي لم يخبرها من قبل، ربما تكون القصة الوحيدة المهمة التي سيخبرها على الإطلاق.
المحاور الرئيسي في هذه الرواية هو الجانب المظلم من شخصية نورث، فالرجل الذي كان دائمًا مخلصًا لزوجته ليديا، يُغري نفسه بلحظات ممتعة مع ليا، الصحفية الشابة المتألقة. يخطط نورث ببرودة للتأكد من عدم تعرض حياته مع ليديا للإزعاج، لكنه يفاجأ عندما تصبح ليا مهووسة به، وهو مهووس بها وبألعابها الجنسية المُعقدة. بينما تكشف الاعترافات الساحرة والمتلوِّية، نكتشف تدريجيًا الطرق الاستثنائية التي اتبعها نورث لإشباع رغبته القوية في الانهيار الذاتي.
الكتاب يُصنف ضمن فئة الأدب الروائي الأدبي، وقد نُشر بواسطة دار النشر نوبف في سبتمبر عام 2003. تتجلى روعة هذه الرواية في تشابك العواطف والشكوك والرغبات المتضاربة في نفس شخصية واحدة، تحت الإضاءة الساحرة للمقهى الغامض “لانتر دو موند”، حيث يجتمع الماضي والحاضر في حوار مثير ومربك بين نورث وشخص يشبهه تمامًا، يُصبح محاورًا في سرد قصته.
بين شكوك نورث العميقة في قيمة أعماله، وبين شغفه المدمر بالذات، تنسج الرواية قصة مدهشة عن الخيانة والرغبة والانهيار، ترسم صورة معقدة ومدهشة لعالم نورث الداخلي المضطرب والمثير في هذا المقهى الغامض الذي يبدو وكأنه ملاذٌ للأرواح المشتتة.
تجسد الكتاب لحظات من التوتر والإثارة، حيث يُعرض لنا نورث، الكاتب الناجح، في لحظات هشاشة من حياته المهنية والشخصية، معرضًا طبقات عميقة من الندم والرغبة والانقسامات الداخلية التي تعصف بروحه وعقله.
إن “Shipwreck” لويس بيغلي ليس مجرد رواية، بل هو استكشاف عميق للنفس البشرية وللتناقضات الداخلية التي تعصف بنا جميعًا، مع تفاصيل مثيرة وأسلوب سردي يشدك ويأسرك، يجعلك تعيش في عالم نورث الملتوي بين الألم واللذة والشك والشهوة، وتتبع معه رحلته المثيرة نحو الهاوية الذاتية في هذه الصراعات المعقدة بين الواقع والخيال، بين الحقيقة والشك، في عالم مرسوم بكلمات تخترق القلب والعقل في آن واحد.