قمر الاتصال الصناعي SHFT، الذي تم تسجيله رسميًا باسمه الحالي، يمثل إنجازًا تكنولوجيًا مهمًا للولايات المتحدة الأمريكية، حيث يعتبر من مشاريع وكالة البحوث الدفاعية المتقدمة (DARPA)، الهيئة المسؤولة عن تطوير التكنولوجيا الفائقة للاستخدام العسكري.
يتمتع SHFT بخصائص تقنية متقدمة تجعله قادرًا على القيام بمهام علمية متطورة في مجال الفضاء. يقع مركز التحكم والملكية لهذا القمر الصناعي في الولايات المتحدة الأمريكية، ويديره ويمتلكه DARPA، الهيئة التي تتمتع بخبرة وقدرات هائلة في مجال البحث والتطوير التكنولوجي.
يُصنَّف SHFT كقمر اصطناعي يدور في مدار منخفض حول الأرض (LEO)، ويتبع مسارًا قطبيًا، حيث يتمتع بتمييز استثنائي في خصائص المدار. يبلغ ارتفاع الشدة الدنيا له من سطح الأرض حوالي 495 كيلومترًا، بينما يصل ارتفاع الشدة العظمى إلى 511 كيلومترًا. تكمن فعالية هذا القمر الصناعي في إجراء دراسات دقيقة حول كثافة البلازما في الطبقة العليا من الغلاف الجوي (الأيونوسفير)، وذلك من خلال جمع إشارات الراديو عالية التردد، بما في ذلك تلك القادمة من إشعاعات الخلفية الكونية الطبيعية، ومن كوكب المشتري، بالإضافة إلى إشارات المرسلات على سطح الأرض.
تاريخ إطلاق SHFT يرجع إلى 16 ديسمبر 2018، عندما تم إطلاقه بنجاح من موقع الإطلاق التابع لـ Rocket Lab Launch Complex 1، باستخدام صاروخ Electron. تعكس هذه التفاصيل التقنية العناية والدقة التي تم التصرف بها في جميع مراحل تصميم وتنفيذ هذا المشروع الفضائي الرائد.
يستهدف SHFT فئة مستخدمين تحديدية، حيث يتم تخصيصه بشكل رئيسي للاستخدام العسكري. يندرج ذلك في إطار التفرغ الذي يوليه DARPA لتقديم التكنولوجيا الفضائية المتطورة لتلبية احتياجات القوات المسلحة الأمريكية.
يُعد دراسته لتغيرات كثافة البلازما في الأيونوسفير من مهامه الرئيسية، والتي تعتبر ذات أهمية خاصة للفهم العلمي لظواهر الفضاء وتأثيرها على التكنولوجيا الفضائية والاتصالات. يتمثل هذا البحث في تحليل الإشارات الراديوية على مدار LEO وفي دراسة الاضطرابات والتغيرات التي قد تؤثر على أداء الأنظمة الفضائية.
يمتلك SHFT إمكانيات تكنولوجية هائلة، ولكن بعض التفاصيل مثل الكتلة الجافة والطاقة لا تزال غير معروفة. يعد هذا القمر الصناعي إضافة قيمة لمجال الأقمار الصناعية ويمثل جزءًا هامًا من الأبحاث الفضائية الحديثة التي تستند إلى التكنولوجيا المتقدمة والابتكار.