رواية “Roadrunner” للكاتبة تريشا آر. توماس هي عمل أدبي مثير ومعقد يتناول العديد من القضايا والتساؤلات التي تثيرها قصة حياة الشخصيات الرئيسية. تتحدث الرواية عن حياة ديل، الذي يبدو في الفصل الأول من الكتاب في حالة من اليأس. يعتمد ديل على مزيج من الأدوية التي تأخذه إلى منطقة لا توجد فيها “صحفيون، ولا مراسلون، ولا أسئلة لا يمكنه الإجابة عنها”. هل تظن أن معظم هذه الأسئلة اللا يمكن الإجابة عنها تأتي من وسائل الإعلام أم من عائلته؟ ومن هو الشخص الذي يحاول الهروب منه؟
في هذا السياق، يمكن أن يكون السائل مترددًا بشأن ما إذا كانت ردة فعله الأولى تجاه ديل هي شفقة أم انزعاج؟ وهل تتغير هذه الردة في أي لحظة في القصة؟ تكمل الرواية في سرد أحداث تحدث لدى ديل وتقدم للقارئ تساؤلات معقدة حول الحياة والعلاقات.
في فصل آخر، تُعرض ليا خيارًا لدى ديل بين عائلته وبين بؤسه. هل تعتقد أنها على حق في وضع كل هذا على المحك في هذه اللحظة؟ وإلى أي مدى يجب أن يذهب الزوج/الزوجة لمساعدة شريكه في التعافي من إدمان أو اكتئاب مدمر؟ هل تتغير إجابتك عندما تأتي الأطفال إلى المعادلة؟ ولماذا؟
تتخذ الرواية من ديل منصة لاستعراض تخيّلاته حول قوته وبراعته الرياضية قبل الإصابة، ولكنه يتأمل أيضًا في سمعته الذهبية. هل هو مدمن على لعبة البيسبول، أم هو مدمن على الشهرة ببساطة؟ وهل تعتبر طقوس الشخصية التي تفرضها صناعة الرياضة المحترفة فاسدة بالضرورة؟ أم أنها تخدم هدفًا مفيدًا في توفير أبطال معترف بهم للأطفال؟
تظهر موضوعات توقعات محطمة و”ما يفترض أن يكون” في العديد من أجزاء الرواية. ليا، بعد حادثها العنيف، تدرك أن هناك تحولًا حادًا قد حدث بين “ما هي حياتها فعلًا وما كانت تفكر أنها يجب أن تكون”. هل هناك أماكن أخرى في الرواية نشاهد فيها هذا الموضوع؟ وأي الشخصيات قادرة على التكيف مع خيبات الأمل في الواقع، وأيهم تُدمّرها؟
تبرز أيضًا تأثير الأمهات على شخصيات ليا وأنجل في مجال العلاقات. ما الذي تعلمه ليا من والدتها؟ وما الذي تعلمه أنجل من والدته؟ وماذا تعتقد أن جوش يتعلمه من ليا خلال سير القصة؟
دور الإدمان يظهر بوضوح في الرواية، سواء كان ذلك بالنسبة للشخصيات الرئيسية أو الشخصيات المحيطة بهم. هل تعتقد أن ليا إدمانة على شيء ما؟ وهل يعتبر أنجل مدمنًا؟ وماذا عن إليشيا؟ هل يتعافى أي شخص تمامًا بحلول نهاية الرواية؟
تتعامل الرواية أيضًا مع تصرفات أنجل مع كايلا، والتي قد تكون مثيرة للشكوك بشأن طبيعته. هل يتجاوز حدوده قبل هذا الوقت؟ وفي أي لحظة تفقد الثقة في أنجل؟ وهل تكون ليا مبررة في تقديم شكوى بشأن التحرش الجنسي ضده؟ ولماذا لم تفكر أبدًا في القيام بذلك؟
فيما يتعلق بشخصية ليا، يختبئ ديل في غرفة ابنه باستمرار بسبب عدم قدرته على معالجة فوضى الحياة. هل يمكن أن يكون هذا هو المشكلة الرئيسية لديا؟ وهل يدرك ديل أنها مشكلة؟
في ختام الرواية، يستيقظ ديل من حلمه الرياضي الشاق إلى إدراكه أنه “مجرد إنسان، لا شيء أكثر”. هل تفسر هذا كهزيمة نهائية لدیل، أم كنقطة تحول إيجابية؟
أخيرًا، يتأثر أنجل بشكل كبير بمعرفته بأن بطل طفولته تحول إلى شخص يعتمد على المخدرات ويعتدي على زوجته. إلى أي مدى يتحكم الغضب من فقدانه لهذا البطل في تصرفاته تجاه ديل؟ هل يطارد ليا لأنه يشعر بإمكانياته الجديدة، أم لأنه يريد إثبات نقطة حول هدر الرجال لهباتهم الثمينة؟
فيما يتعلق بتصرفات ليا، ورغم أن المال ليس عائقًا في منزل فليتشر، هل تفاجأ من أن ليا لم تقم بتوظيف محققين للبحث عن ديل؟ هل تكون قراراتها متأثرة بمشاعرها المتناقضة تجاه زواجها وتنامي ضعفها تجاه تقدمات أنجل؟ أم أنها مجرد عادة معتادة على ديل في اتخاذ القرارات المنزلية؟ وما هو موقفك من تصرفاتها؟
وأخيرًا، عندما تتأمل ليا الأحداث التي أدت بها وبديل إلى مأزقهما، تتذكره ليس كشريك متساوي، بل كـ “خصم”، يسبق بسرعة نحو أهدافه، في حين تبقى هي “تتبع خلفها كالرياح الهادئة”. إلى أي مدى يتحكم الغيرة و/أو الاستياء في سلوكها تجاهه؟ وما الذي يمكن أن يكونوا قد فعلوه لضمان المزيد من المساواة في الزواج؟
في الختام، يمكن القول إن “Roadrunner” لتريشا آر. توماس هي رحلة غنية وملهمة عبر عوالم متشابكة من العلاقات والإدمان وتحقيق التوازن في الحياة. تقدم الرواية تحليلًا عميقًا لنفسيات الشخصيات وتسلط الضوء على التحديات الصعبة التي يواجهها البشر في مواجهة الألم والتغير.