دواعي استعمال دواء “Plan B” وأثره في تحديد الحمل الطارئ: تجربة حية وتقييمات المرضى
في عالم الطب الحديث، يعد “Plan B” أحد الأدوية الفعّالة في الوقاية من الحمل بعد ممارسة الجنس غير المحمي أو في حال فشل وسائل منع الحمل المعتادة. يطلق على هذا النوع من الأدوية “الوسيلة الطارئة” لمنع الحمل، إذ يتم استخدامه فوراً بعد تعرض المرأة لموقف غير مخطط له قد يؤدي إلى الحمل. “Plan B” هو الاسم التجاري لمركب دوائي يحتوي على “ليفونورجيستريل”، وهو هرمون صناعي من عائلة البروجستين، ويعمل على منع الإباضة أو التخصيب أو انغراس البويضة المخصبة في الرحم. يختلف هذا الدواء عن حبوب منع الحمل التقليدية حيث يتم استخدامه فقط في حالات الطوارئ.
آلية عمل دواء “Plan B”
عند استخدام “Plan B” بعد ممارسة الجنس غير المحمي، يقوم الدواء بالعديد من الإجراءات التي تؤدي إلى تقليل فرص حدوث الحمل. أولاً، يعمل على تأخير أو منع الإباضة (إطلاق البويضة من المبيض)، مما يقلل من فرص التخصيب إذا كانت هناك أي حيوانات منوية في الجهاز التناسلي للمرأة. كما يمكن أن يؤثر الدواء على مخاط عنق الرحم، مما يجعله أكثر سماكة ويصعب على الحيوانات المنوية الوصول إلى البويضة. في حال حدوث تخصيب للبويضة، يساهم الدواء في تغيير بيئة الرحم، مما قد يعيق انغراس البويضة المخصبة.
متى يجب استخدام “Plan B”؟
يجب تناول “Plan B” في أقرب وقت ممكن بعد التعرض للحمل غير المخطط له. يُفضل تناوله في غضون 72 ساعة من الجماع غير المحمي، ولكن يمكن أن يكون فعّالاً حتى 5 أيام بعد الحادثة. كلما تم استخدامه في وقت أقرب، كانت فعاليته أعلى. من المهم أن نتذكر أن هذا الدواء لا يعد بديلاً للوسائل التقليدية لمنع الحمل مثل الحبوب اليومية أو وسائل منع الحمل الدائمة، بل هو خيار للحالات الطارئة فقط.
تجربتي الشخصية مع “Plan B”
تتعدد القصص الشخصية التي يرويها المستخدمون حول تجربة استخدام “Plan B”، حيث يعكس العديد من هذه الشهادات الفوائد والأعراض التي قد تحدث بعد تناول هذا الدواء. على سبيل المثال، تحكي إحدى الفتيات البالغة من العمر 16 عامًا عن تجربتها بعد حدوث علاقة جنسية غير محمية في وقت متأخر من المساء، حيث كانت متخوفة للغاية من حدوث الحمل بسبب القلق من تأثير “سائل ما قبل القذف” (Precum). تقول الفتاة في شهادتها:
“أنا فقط مراهقة في بداية السنة العاشرة. حدث ما لم أتوقعه، وتعرضت لموقف غير محمي مع صديقي يوم الجمعة حوالي الساعة 8 مساءً. ورغم أن صديقي سحب قبل القذف، كنت في حالة خوف شديد من السائل المسبق. أخبرني عن “Plan B” وعرض عليّ دفع ثمنه. تناولت الدواء في الساعة 10 صباحًا يوم السبت. شعرت ببعض الأعراض مثل الصداع والإرهاق، ولكن بعد أن أخذت قيلولة اختفت الأعراض. دورتّي الشهرية متوقعة الأسبوع المقبل، وأريد أن أشكر كل من كتب هذه المراجعات، لأنها ساعدتني كثيرًا وهدأت من قلقي.”
تقييم فعالية “Plan B” ومدى نجاحه
من خلال العديد من المراجعات التي تم جمعها من مستخدمي “Plan B”، يمكن القول إن فعالية الدواء تتفاوت حسب الوقت الذي يتم فيه تناوله بعد الجماع غير المحمي. في الحالة المذكورة، تم استخدام “Plan B” في فترة أقل من 24 ساعة بعد الممارسة، مما يعزز احتمالية فعاليته.
في تقييم واحد من الأطباء والمتخصصين، تبين أن الدواء يمكن أن يكون فعّالاً بنسبة تصل إلى 89% إذا تم تناوله في الساعات الأولى بعد الجماع، وتقل هذه النسبة تدريجيًا إذا مر وقت أطول. ولكن وفقًا لتجربة المراهقة التي تم عرضها، تم تقييم فعالية الدواء بـ 10 من 10، مما يشير إلى أنها كانت راضية تمامًا عن النتيجة، على الرغم من الأعراض الجانبية الطفيفة التي ظهرت خلال فترة تناول الدواء.
تاريخ الموافقة على “Plan B” من قبل إدارة الغذاء والدواء (FDA)
تمت الموافقة على “Plan B” من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في الثالث من مايو لعام 2015، وهو ما جعل هذا الدواء متاحًا بشكل قانوني للاستخدام في العديد من البلدان. تمت الموافقة عليه بناءً على تجارب سريرية أثبتت فاعليته في الوقاية من الحمل بعد تعرض النساء لحالات طارئة. من الجدير بالذكر أن هذا الدواء كان متاحًا فقط بوصفة طبية في البداية، لكن تم توسيع نطاق استخدامه ليشمل المراهقات والنساء فوق سن 18 عامًا دون الحاجة إلى وصفة طبية.
كم مرة يتم وصف “Plan B”؟
يشير تحليل بيانات استخدام “Plan B” إلى أنه يتم وصف الدواء بشكل متكرر في حالات الطوارئ. في العديد من المراجعات التي تم نشرها، ذكر الأطباء أن هذا الدواء يعتبر من الوسائل الفعّالة والمتاحة لمنع الحمل في حالات الطوارئ. حيث يتم وصفه للنساء اللواتي يواجهن مواقف حمل غير متوقعة، وهو أحد الأدوية الأكثر شيوعًا التي تستخدمها النساء في حالات الطوارئ.
على سبيل المثال، في حالة المراهقة التي تمت الإشارة إليها في البداية، تم وصف “Plan B” لها 22 مرة. هذا الرقم يعكس تكرار استخدام الدواء في حال حدوث مواقف مشابهة من قبل نفس الطبيب أو من قبل أفراد آخرين.
الآثار الجانبية والاحتياطات
تعد الآثار الجانبية لـ “Plan B” بشكل عام خفيفة إلى متوسطة. قد يشعر البعض بالصداع، والتعب، والغثيان، أو تغييرات في الدورة الشهرية، وقد تستمر هذه الأعراض لفترة قصيرة. في حالة حدوث أي آثار جانبية شديدة أو غير طبيعية، يجب الاتصال بالطبيب المعالج فورًا. من المهم أيضًا أن يتم توخي الحذر من استخدام “Plan B” في حالة وجود حساسية معروفة لأي من مكوناته أو في حالة وجود مشاكل صحية قد تؤثر على عملية امتصاص الدواء.
في الختام
“Plan B” هو خيار فعال للنساء اللواتي بحاجة إلى الوقاية من الحمل بعد حدوث علاقة جنسية غير محمية أو فشل وسائل منع الحمل المعتادة. على الرغم من فعاليته العالية في الظروف المناسبة، إلا أنه ليس بديلاً للوسائل التقليدية مثل الحبوب اليومية أو وسائل منع الحمل الدائمة. ويجب استخدامه فقط في الحالات الطارئة. تساعد المراجعات والشهادات مثل تلك التي قدمتها الفتاة المراهقة في تهدئة قلق النساء اللاتي يواجهن مواقف مماثلة وتمنحهن الأمل في أن هذه الوسيلة يمكن أن تساعدهن في تجنب الحمل غير المرغوب فيه.