10 أشياء يفعلها الشخص السعيد

يُعد السعادة هدفاً يسعى إليه الجميع في حياتهم، ولكن الوصول إلى حالة السعادة الحقيقية يتطلب أكثر من مجرد لحظات عابرة من الفرح أو الابتسامة. الشخص السعيد يعيش حياة متزنة ومتناسقة، تعتمد على ممارسات وعادات يومية تعزز من رفاهيته النفسية والجسدية والاجتماعية. هذا المقال يستعرض عشر أشياء أساسية يفعلها الشخص السعيد، مع توضيح كيف تؤثر هذه الممارسات على جودة حياته.

1. التقدير والامتنان المستمر

يمارس الأشخاص السعداء عادة التقدير والامتنان لما لديهم، سواء كانت أشياء مادية أو علاقات أو حتى اللحظات البسيطة التي تمر بها حياتهم اليومية. هذا الشعور بالامتنان يخلق حالة ذهنية إيجابية ويقلل من التركيز على النقص أو المشاكل. الدراسات النفسية تؤكد أن الامتنان مرتبط بشكل مباشر بتحسين المزاج وتقليل التوتر والاكتئاب. يخصص الشخص السعيد وقتاً يومياً للتفكير في الأمور التي يشعر بالامتنان تجاهها، مما يعزز شعوره بالرضا الداخلي ويجعله أكثر قدرة على مواجهة التحديات.

2. الاهتمام بالصحة الجسدية والنفسية

السعادة الحقيقية لا تتحقق دون صحة جيدة، ولهذا يهتم الأشخاص السعداء بصحتهم من خلال ممارسة الرياضة بانتظام، تناول غذاء متوازن، والحصول على قسط كافٍ من النوم. بالإضافة إلى ذلك، فهم يحرصون على العناية بالصحة النفسية عبر تقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق، أو حتى طلب المساعدة النفسية عند الحاجة. العلاقة بين الصحة النفسية والجسدية واضحة، فالجسم السليم يعزز من الاستقرار العاطفي والنفسي، مما يرفع من مستوى السعادة.

3. بناء علاقات اجتماعية إيجابية

يعتبر التواصل الإنساني من أهم عوامل السعادة. الأشخاص السعداء يستثمرون وقتهم في بناء علاقات صحية ومتينة مع العائلة، الأصدقاء، وزملاء العمل. هذه العلاقات توفر الدعم العاطفي، تعزز الشعور بالانتماء، وتزيد من فرص تبادل الخبرات والمشاعر الإيجابية. القدرة على التعبير عن المشاعر، والاستماع للآخرين، وحل النزاعات بطرق سلمية، كلها مهارات يعززها الشخص السعيد للحفاظ على علاقاته الاجتماعية.

4. تبني نظرة إيجابية وتفاؤلية

التركيز على الجوانب الإيجابية في الحياة ومواجهة الصعوبات بتفاؤل يعتبر سمة رئيسية لدى الأشخاص السعداء. فهم لا ينكرون وجود المشاكل، ولكنهم يختارون التعامل معها كفرص للتعلم والنمو بدلاً من الوقوع في اليأس. هذا التفاؤل يمنحهم القدرة على استباق المستقبل بثقة، والحد من القلق والاكتئاب. التفكير الإيجابي لا يعني تجاهل الواقع، بل إعادة تأطير التجارب الصعبة بطريقة تساهم في تعزيز الصحة النفسية.

5. ممارسة الهوايات والأنشطة التي تجلب المتعة

يخصص الأشخاص السعداء وقتاً لممارسة أنشطة وهوايات يحبونها، سواء كانت القراءة، الرسم، الموسيقى، السفر، أو أي نشاط آخر يثير شغفهم. هذه الأنشطة تساعد في تخفيف الضغوط اليومية، تمنح الشعور بالإنجاز، وتخلق تجارب إيجابية تسهم في تحسين المزاج العام. المشاركة في الأنشطة التي تثير الاهتمام تعزز من الإبداع والرضا الذاتي، وهي عامل مهم في تعزيز السعادة المستدامة.

6. العطاء ومساعدة الآخرين

يمارس الأشخاص السعداء فعل العطاء بطرق مختلفة، سواء كانت مادية أو معنوية. المساعدة في تحسين حياة الآخرين تخلق شعوراً بالمعنى والانتماء، وتعزز من احترام الذات. دراسات نفسية أثبتت أن العطاء يطلق في الدماغ مواد كيميائية تشبه الشعور بالسعادة، مما يجعل الشخص أكثر شعوراً بالرضا والطمأنينة. العطاء لا يقتصر فقط على المساهمات الكبيرة، بل حتى الأعمال الصغيرة مثل الاستماع للآخرين أو تقديم الدعم اللفظي تسهم في بناء شعور إيجابي داخلي.

7. تحديد أهداف واضحة والعمل عليها

الأشخاص السعداء لديهم رؤية واضحة لما يريدون تحقيقه في حياتهم، ويضعون أهدافاً محددة تساعدهم على التقدم. الشعور بالتقدم نحو هدف مهم يخلق حالة من الرضا والإيجابية. التخطيط والتنظيم في تحقيق الأهداف يعزز من الشعور بالتحكم في الحياة، وهو أمر يرتبط بالسعادة النفسية. بالإضافة إلى ذلك، يتعلم الشخص السعيد كيف يوازن بين الطموحات والواقعية، مما يمنعه من الشعور بالإحباط أو الفشل.

8. قبول الذات والتسامح

القبول الذاتي هو من أهم الممارسات التي يعتمدها الشخص السعيد، فهو يعترف بنقاط القوة والضعف في شخصيته دون حكم قاسٍ أو انتقاد مفرط. هذا القبول يسهل عليه التعامل مع أخطائه والتعلم منها بدلاً من الغرق في اللوم والندم. التسامح مع الذات ومع الآخرين يحرر الشخص من مشاعر الغضب والضغينة، ويتيح له العيش بسلام داخلي. بهذا الشكل، يصبح أكثر قدرة على التفاعل الإيجابي مع البيئة المحيطة.

9. الانغماس في اللحظة الحاضرة

الأشخاص السعداء يتمتعون بقدرة عالية على التركيز والانغماس في اللحظة الحالية، دون الانشغال بالماضي أو القلق من المستقبل. هذه الممارسة، التي تعرف بـ “الانتباه الكامل” أو “اليقظة الذهنية”، تقلل من التوتر وتعزز الشعور بالرضا والسلام النفسي. التركيز على الحاضر يمكّن الشخص من تقدير التجارب اليومية، والاستمتاع بها بكل تفاصيلها، مما يزيد من كمية اللحظات السعيدة في حياته.

10. الاعتناء بالتوازن بين العمل والحياة الشخصية

حياة متوازنة بين العمل والراحة والعلاقات الاجتماعية من علامات الشخص السعيد. فهم لا يسمحون لضغوط العمل أن تسيطر على حياتهم، بل يحرصون على تخصيص وقت للراحة والترفيه والتواصل مع الأحبة. هذا التوازن يمنع الاحتراق النفسي ويعزز من القدرة على الاستمرارية والإنجاز. إدارة الوقت بذكاء تعطي فرصة للشخص للشعور بالتحكم والحرية، وهما عنصران جوهريان في تحقيق السعادة الدائمة.

جدول مقارنة بين عادات الشخص السعيد وغير السعيد

خلاصة

تتجلى السعادة في ممارسات يومية متكررة تبني شخصية متزنة من الناحية النفسية والجسدية والاجتماعية. الشخص السعيد لا يولد سعيداً فحسب، بل يبني هذا الشعور من خلال تبني عادات وسلوكيات تعزز من جودة حياته وتمكنه من مواجهة التحديات بثبات ورضا. الالتزام بالامتنان، العناية بالصحة، بناء العلاقات، التفكير الإيجابي، وممارسة الهوايات، إلى جانب العطاء والتسامح وتحديد الأهداف والعيش في الحاضر، كلها عناصر متكاملة تشكل أساس السعادة الحقيقية. كما أن الحفاظ على توازن صحي بين العمل والحياة الشخصية يزيد من الاستقرار النفسي ويعزز الاستمتاع بالحياة بشكل شامل.

المراجع

1. Emmons, R. A., & McCullough, M. E. (2003). Counting blessings versus burdens: An experimental investigation of gratitude and subjective well-being in daily life. Journal of Personality and Social Psychology, 84(2), 377-389.

2. Lyubomirsky, S. (2007). The How of Happiness: A Scientific Approach to Getting the Life You Want. Penguin Press.