في نهاية الكون المذهل والفضاء اللامتناهي، تتألق نجمة صغيرة بأمانة في سماء المجرة، وتعرف بإسم OGLE-2018-BLG-1185L. إنها نجمة متواضعة تتألق في مركز نظامها الشمسي، حاملة معها أسرار الكون الغامض والمدهش. يُعتبر هذا النظام الشمسي من بين النظم الفلكية العديدة التي تستحق الاهتمام والدراسة، حيث يحمل في طياته كوكبًا فريدًا يُعرف باسم OGLE-2018-BLG-1185L b.
تحلق OGLE-2018-BLG-1185L b في فضاء النظام الشمسي على بُعد ضخم يبلغ حوالي 24139.0 سنة ضوئية من الأرض، ما يجعلها نجمة بعيدة ومثيرة للفضول العلمي. تكمن جاذبية هذا الكوكب السماوي في سطوعها الفائق، حيث يُقدر سطوع النجمة بحوالي 29.3 درجة، مما يجعلها ضعيفة وشاحبة في عتمة الفضاء العميق.
ولكن السحر الحقيقي يكمن في الكوكب ذاته، OGLE-2018-BLG-1185L b. يتميز هذا الكوكب بأنه من نوع “نبتوني المشابه”، حيث يتشابه في صفاته مع كوكب نبتون في نظامنا الشمسي. يعود اكتشاف هذا الكوكب الرائع إلى عام 2021، حيث تمت الملاحظة باستخدام أساليب العدسة الثقيلة الجاذبية، وهي تقنية استنادية إلى تأثير الجاذبية الذي يتسبب في انحناء وتوجيه ضوء النجوم عند مروره بالقرب من كتلة ثقيلة، كما توقعها النظرية النسبية لألبرت أينشتاين.
من الجدير بالذكر أن OGLE-2018-BLG-1185L b يتمتع بكتلة فائقة مذهلة، حيث يُقدر ضعف كتلته بالنسبة إلى الأرض بنحو 8.4 مرة. يعتبر هذا الرقم الضخم مؤشرًا على الطبيعة الجذابة والغامضة لهذا الكوكب. ولا يقتصر التميز على الكتلة فقط، بل يمتد إلى الحجم، حيث يعبر عن قطره الذي يعادل 0.253 قطرًا لكوكب المشتري، وهو أحد أكبر الكواكب في نظامنا الشمسي.
يستمد OGLE-2018-BLG-1185L b سحره وجماله من حركته المتناغمة في فلكه الخاص، حيث يدور حول نجمه الأم OGLE-2018-BLG-1185L بمدار يبلغ نحو 1.54 وحدة فلكية، ويستغرق فقط 3.1 يومًا لاكتمال دورته الشمسية. يتميز الكوكب بتواجده في مدار مستقر تقريبًا، حيث يظهر قلة في انحراف مساره بنسبة لا تقل إثارة عن صفر.
على الرغم من كل هذه الخصائص الفريدة والمثيرة، فإن OGLE-2018-BLG-1185L b يتميز بصفة خاصة، وهي استخدام تقنية العدسة الثقيلة الجاذبية للاكتشاف. هذه التقنية تعكس التقدم العلمي الهائل الذي نشهده في ميدان الفلك، حيث يمكن للبشر اليوم تحليل ودراسة الأجرام السماوية بطرق أدق وأكثر تطورًا.
في النهاية، يظهر OGLE-2018-BLG-1185L b كجوهرة فلكية نادرة وفريدة، تتراقص في فضاء الكون بأناقة وجمال لا يعلى عليهما. ومع كل اكتشاف جديد في السماء، يتفتح الستار لنكتشف المزيد من أسرار هذا الكون العظيم، مما يغذي فضولنا ويوسع آفاق معرفتنا حول عجائب الكون وروائعه.