عندما نغوص في عمق السماء اللامتناهية، نجد أنفسنا أمام عجائب الكون، ومن بين تلك العجائب، تبرز كوكب يدعى OGLE-2018-BLG-0677L b، الذي يشكل جزءًا من مجموعة الكواكب الفائقة الأرضية. يعتبر هذا الكوكب استثنائيًا بسبب العديد من السمات الفريدة التي يتمتع بها، والتي تجعله محط اهتمام العلماء والباحثين في مجال علم الفلك.
أولاً وقبل كل شيء، يتميز OGLE-2018-BLG-0677L b بمسافة فاصلة تبلغ حوالي 24726.0 سنة ضوئية عنا، مما يجعله ينتمي إلى الأنظمة النجمية البعيدة في جنبات المجرة. رغم بعده الهائل، فإن وجوده يلفت انتباه العلماء بفضل استخدام تقنية العدسة الثقيلة الجاذبية لاكتشافه، والتي تعد أحدث وسائل الكشف في علم الفلك.
تبلغ سنة اكتشاف هذا الكوكب الرائعة عام 2020، مما يظهر لنا كيف يستمر الإنسان في استكشاف أسرار الكون بتقنيات أكثر تطوراً مع مرور الوقت. رغم تحديات الكشف عن الأجرام السماوية البعيدة، فإن إمكانية استخدام التقنيات المبتكرة تفتح أمامنا أفقًا جديدًا لفهم هذا الكون الواسع.
أما عن خصائص OGLE-2018-BLG-0677L b، فإنه يُصنف ككوكب فائق الأرض، حيث يتمتع بخصائص تجعله يختلف عن كواكبنا الخاصة. بدءًا من كتلته، فإنها تعادل 3.96 مرة كتلة الأرض، مما يجعله كوكبًا ذا كتلة هائلة تقارن بكوكبنا الأزرق. وإذا كانت كتلته استثنائية، فإن نصف قطره أيضًا يثير الدهشة، حيث يعادل 1.82 مرة نصف قطر الأرض. تلك الأرقام الهائلة تجسد تمامًا التنوع الكبير في التركيب الكوكبي في هذا الجزء البعيد من الكون.
ومع ذلك، يظهر أن OGLE-2018-BLG-0677L b لا يسير وحده في فضاء الكون، بل يدور حول نجمه الأم، OGLE-2018-BLG-0677L، بمدار يُقدر بنحو 0.63 وحدة فلكية. ويستغرق ذلك مدة زمنية قدرها 1.4 عام، ما يضفي عليه رونقًا آخر ويجسد التوازن الدقيق بين الكواكب ونجومها.
وفيما يتعلق بطريقة اكتشافه، فإنه تم اكتشاف OGLE-2018-BLG-0677L b باستخدام تقنية العدسة الثقيلة الجاذبية، والتي تعتمد على تأثير الجاذبية لكتلة الكوكب على الضوء القادم من الخلف. هذا الأسلوب المبتكر في الكشف يساهم في فتح أفق جديد لفهمنا للكواكب خارج نطاق نظامنا الشمسي.
إن OGLE-2018-BLG-0677L b يمثل إحدى النقاط اللامعة في سماء الكون، حيث يتحد السحر الفلكي مع التكنولوجيا المتقدمة ليروي لنا حكاية الكواكب البعيدة ويعزز فهمنا لتنوع الأنظمة الكونية.