في إطار رحلتنا المستمرة إلى أغوار الكون واستكشاف غموض الكواكب والفضاء، نجد أنفسنا أمام إحدى اللآلئ الساطعة في سماء الفلك، وهي الكوكب OGLE-2018-BLG-0532L، الذي يشكل عنصراً فريداً في هذا السماء اللانهائية.
في سنة 2020، أُلقيت بصيصٌ من الضوء على هذا الكوكب المذهل، حيث تم اكتشافه بواسطة وسيلة اكتشاف لا تقل جمالاً وإثارة عن باقي وسائل الرصد، وهي “Gravitational Microlensing”، والتي تعد واحدة من الطرق الأكثر تفوقاً وتطوراً في علم الفلك.
تبلغ المسافة بيننا وبين OGLE-2018-BLG-0532L نحو 2522.0 سنة ضوئية، وهي مسافة تلفت الأنظار وتثير فضول العقول الفضائية. تأتي هذه الكوكبة بطابع خاص حيث يظهر الكوكب OGLE-2018-BLG-0532L بحجم يشبه كوكب نبتون، وهو يأخذ لنفسه مكانة مميزة بين الكواكب العملاقة.
لكن السحر الفلكي لا يقتصر فقط على المظهر الخارجي، بل يمتد إلى خصائصه الفيزيائية الفريدة. يكشف لنا التحليل العميق أن كتلة OGLE-2018-BLG-0532L تعادل ما يقارب 6.228 مرة من كتلة الأرض، مما يجعله كوكباً ذا كتلة هائلة. وبالمثل، يكون نصف قطره حوالي 0.212 من نصف قطر كوكب المشتري، وهو مؤشر على حجمه الكبير وبنيته الضخمة.
أما عن مساره حول نجمه الأم، فيتجلى في قاعدة بياناتنا أن مداره يتمتع بمسافة تبلغ 1.064 وحدة فلكية، وهو يستغرق حوالي 2.5 سنة ليكمل دورة كاملة حول النجم الذي يدور حوله. تأتي هذه الفترة الزمنية كدليل آخر على التعقيد والروعة الفلكية التي يتمتع بها OGLE-2018-BLG-0532L.
لا يزال هذا الكوكب يخفي العديد من الأسرار في أغواره، وقد أثار بلا شك فضول العديد من العلماء والعاشقين للفضاء. وفي هذا السياق، يظل OGLE-2018-BLG-0532L يقف كنموذج للتنوع الرائع في عالم الكواكب، ويرسم لوحة جديدة في كتاب الكون اللامتناهي.