في نطاق لانهائي والتسليم المستمر للمفاجآت الفلكية، تظهر لنا الكواكب البعيدة بأسرارها وجمالها المثير. تعتبر OGLE-2015-BLG-1649L b واحدة من تلك الكواكب السماوية التي تثير الدهشة وتحمل معها قصة مثيرة للفضول. يقع هذا الكوكب العملاق في كوكبة القنطور، وتحديداً في الطرف الجنوبي للمجرة، ويبعد عنا بمسافة تبلغ 13798 سنة ضوئية، مما يجعله جزءًا من السماء الليلية التي يصعب على عيوننا البشرية رؤيتها بوضوح.
رغم أننا لا نستطيع رؤية هذا الكوكب العملاق بالعين المجردة، إلا أنه أصبح محط اهتمام العلماء والباحثين بفضل اكتشافه في عام 2019. تم استخدام طريقة فلكية فريدة للكشف عن وجوده، حيث تم استخدام ظاهرة العدسة الكريمية الثقيلة Gravitational Microlensing. هذه الظاهرة تحدث عندما يمر الكوكب العابر أمام نجم خلفي، حيث يتشوه مجال الجاذبية للنجم الخلفي بفعل كتلة الكوكب المار، مما يؤدي إلى تكبير وتشويه صورة النجم.
أحد الأمور الملفتة للاهتمام حول هذا العالم الغامض هو نوعه، حيث يُصنف على أنه “Gas Giant”، أي عملاق غازي. يتميز هذا الكوكب بمعامل كتلة يعادل 2.54 مرة كتلة المشتري، العملاق الغازي الذي يعتبر معياراً للمقارنة. وبالنسبة لحجمه، يبلغ نصف قطره 1.18 مرة نصف قطر المشتري، مما يعكس طبيعته الضخمة والجذابة.
لا يقتصر تميز OGLE-2015-BLG-1649L b على حجمه وكتلته فحسب، بل يتعداه إلى المدار الذي يسيطر عليه حول نجمه الأم. يقع الكوكب على بعد يبلغ 2.07 وحدة فلكية من نجمه، ويستغرق 5.1 يوم ليكمل دورة كاملة حوله. تتسم هذه الدورة بالاستقرار، حيث يكمل الكوكب مساره بمدار مستقيم دون أي انحراف يُذكر في مساره، ويتسم المدار بعدم وجود تفاوت في التمدد المستديم.
من الملفت للنظر أيضًا أن هذا الكوكب لا يظهر أي تشوه في مداره، حيث يكون التمدد المستديم للمدار eccentricity يساوي صفر، مما يعزز الاستقرار والتناغم في حركته حول نجمه.
بهذا الاكتشاف الرائع، تتيح لنا OGLE-2015-BLG-1649L b فرصة استكشاف أعماق الكون وفهم تركيبه وتكوينه. إنها رحلة مثيرة تمنحنا نافذة نادرة نتطلع من خلالها إلى عالم الكواكب البعيدة ونحن نواصل استكشاف السماء والفضاء اللامتناهيين.