يقف قمر الأرصاد الجوية NOAA-15 كشاهد بارز على المسرح السماوي، حيث يتمتع بالتسجيل الرسمي للأمم المتحدة باسم NOAA-15، وهو جزء من البنية الفضائية التي تديرها الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، وهي جهة تابعة للولايات المتحدة الأمريكية.
يندرج هذا القمر الصناعي تحت برنامج دولي يهدف إلى رصد الأرض وتحليل التغيرات الجوية، ويتمتع بميزة الدوران حول الأرض في مدار منخفض حول الكرة الأرضية، ويتبع مدارًا شمسيًا متزامنًا، مما يسهم في جمع بيانات دقيقة وفعّالة في مجال علم الأرض وعلم الأرصاد الجوية.
تتمثل مهمته الرئيسية في مراقبة الأرض ورصد التغيرات المناخية، حيث يتيح للعديد من الجهات الحكومية الاستفادة من بياناته القيمة. يُشير إلى أن طول المدار الجغرافي لهذا القمر الصناعي يبلغ 0.0 درجة، مع انخفاض الارتفاع إلى 800 كيلومتر في أقرب نقطة للأرض (Perigee) وارتفاع يصل إلى 816 كيلومتر في أبعد نقطة (Apogee). يتبع مدارًا بإرتفاع ذو نطاق ضيق بفضل الشكل المتماثل للمدار الشمسي.
تكمن فعالية هذا القمر الصناعي في ميزاته التقنية، حيث يعمل بوزن يبلغ 2,223 كيلوغرامًا ووزن جاف يقدر بـ 1,500 كيلوغرام، ويعتمد على طاقة تصل إلى 830 وات. تم إطلاق هذا القمر الصناعي في 13 مايو 1998، باستخدام صاروخ Titan 2 في موقع Vandenberg Air Force Base.
من الجدير بالذكر أن المدة المتوقعة لحياة NOAA-15 تبلغ حوالي 3 سنوات، وهو ما يبرز التحديات التقنية والعلمية في تشغيل وصيانة الأقمار الصناعية على المدى الطويل. يتعاون مصنعه مع الشركة Lockheed Martin Missiles & Space، وهي شركة أمريكية رائدة في مجال الفضاء.
إن دور NOAA-15 في متابعة الأقمار الصناعية يظهر بشكل واضح في مراقبته للأقمار الصناعية في المدار المنخفض للأرض. يتمثل هذا النوع من المراقبة في جزء هام من الجهود العلمية والتقنية الرامية إلى فهم تأثير الأنشطة البشرية على البيئة وتوقع التغيرات المناخية المستقبلية.
وفي نهاية المطاف، يعتبر NOAA-15 مثالًا حيًا على تطبيق التكنولوجيا الفضائية في خدمة العلم والبشرية، حيث يقدم بيانات قيمة تساهم في فهم أعماق الأرض وتحدياتها البيئية. يتجلى دوره الحيوي في دعم البحث العلمي وتقديم تنبؤات دقيقة لتحسين استدامة كوكبنا الأرض.