تأتي هذه الرواية الشيّقة بعنوان “Nightline: History in the Making and the Making of Television” لتروي قصة فريدة عن برنامج إخباري استثنائي يتفرد بمكانته، وكيف قامت القيادات الحذرة في مجال الأخبار التلفزيونية بتحويل مسار برنامج ليلي إلى طريق رئيسي لنقل الأخبار، متحديةً سيطرة جوني كارسون والحكم التقليدي الذي يرى أن التلفزيون لا يعتبر مكانًا مناسبًا لمناقشة القضايا الجادة. تكشف هذه الرواية أيضًا عن كيفية استخدام مجموعة منتقاة من المنتجين، والذين كانوا مولعين بإمكانيات التكنولوجيا الفضائية الجديدة، هذه التكنولوجيا باعتبارها أداة جديدة في فن الصحافة وفي كثير من الأحيان في العلاقات الدولية.
تتناول الرواية بأسلوب مشوّق ومفصل كيف سعت هذه البرامج إلى تغيير الأحداث العالمية، وكيف حاول السياسيون وصانعو القرار تحويلها إلى أداة في خدمتهم. ومن خلال سرد ممتع وكاشف، يقدم تيد كوبل وكايل جيبسون، الذي كان منتجًا سابقًا في Nightline، للقارئ رحلة خلف الكواليس وعبر التاريخ. ستجد القراء قصصًا من وراء الكواليس عن الإبداع الملحوظ الذي استخدمه منتجو Nightline لتغطية الأحداث الهامة، وشرحًا واضحًا حول كيف غيّرت الأدوات التكنولوجية الجديدة مثل الأقمار الصناعية وكاميرات الفيديو المحمولة قواعد عمل الأخبار، وقوانين الألعاب الهروب التي يلعبها الصحفيون وصانعو الأخبار.
وتكشف الرواية أيضًا كيف ساعد هذا البرنامج الابتكاري أحيانًا في تغيير الأحداث العالمية. إن قصة Nightline هي قصة الأشخاص والأحداث التي حددت العقد ونصف الماضي. من أصولها في أزمة رهائن إيران إلى نهاية الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وانهيار نظام ماركوس في الفيليبين، والقصة المستمرة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، كانت Nightline عيوننا وآذاننا في التاريخ. ساعدتنا في التعرف على شخصيات بارزة مثل نيلسون مانديلا، ياسر عرفات، وبيل كلينتون، وكذلك على الشخصيات الشريرة مثل جيم وتامي في باكر، إيميلدا ماركوس، وأوليفر نورث.
استنادًا إلى أكثر من 120 مقابلة مع موظفي Nightline وضيوفها، بالإضافة إلى ذكريات كوبل الشخصية، تعتبر “Nightline: History in the Making and the Making of Television” دليلاً داخليًا لأحد أبرز البرامج التي تم بثها على الإطلاق وسجلاً حيًا للأحداث الركيزية في التاريخ المعاصر.