في السماء البعيدة تتلألأ نجمة صغيرة، وعند التركيز على هذا النجم نجد أنه يحمل اسم NGTS-21. يقع هذا النجم على بعد يتجاوز 1934 سنة ضوئية من الأرض، مما يضعه في الزاوية البعيدة للكون اللامتناهي. إن لمعان هذا النجم يُقاس بمقدار 15.506 في المقياس الظاهري للسطوع النجمي، وهو معيار يعكس الكمية القليلة من الضوء الذي يصلنا من هذا الكوكبة البعيدة.
وهنا، في هذا السياق الفضائي، نجد كوكبًا يدعى NGTS-21 b يدور حول هذا النجم. إنه كوكب عملاق غازي، يتميز بخصائص فريدة تضفي عليه طابعًا مميزًا في مجموعة الكواكب المكتشفة. تم الكشف عن هذا العالم الغامض في سنة 2022، وهو إحدى الكواكب التي أدهشت المجتمع الفلكي بتنوعها وخصائصها الفريدة.
لنلقي نظرة أقرب على هذا الكوكب، فإن كتلته تفوق مرتين ونصف كتلة المشتري، العملاق الغازي في نظامنا الشمسي. يعني ذلك أن NGTS-21 b يتمتع بجاذبية هائلة وبنية داخلية تشبه إلى حد ما بنية العمالقة الغازية الأخرى في الكون.
وبالنسبة لحجمه، يبلغ نصف قطر NGTS-21 b 1.33 مرة قطر المشتري، مما يجعله كوكبًا ضخمًا يتميز بحجمه اللافت. إن وجود كواكب ذات أحجام هائلة مثل هذا يلقي بظلاله على تركيب الكواكب الأخرى ويطرح تساؤلات حول تكوين هذه العوالم الفضائية الضخمة وتأثيرها على بيئتها الفلكية.
فيما يتعلق بحياة هذا العملاق الغازي، لا نعلم بعد إن كان يحمل في غيبوبته السماء مكونات تسمح بوجود حياة كما نعرفها. لكننا ندرك أن هكذا اكتشافات تفتح الباب أمام العديد من الاستفسارات حول أصل الحياة وانتشارها في أنحاء الكون.
تدور NGTS-21 b حول نجمه الأم، NGTS-21، على بعد حوالي 0.0236 وحدة فلكية، ويستغرق لها حوالي 0.0041067763 سنة لإكمال دورة كاملة حول النجم. إن ميل المدار الخطي لهذا الكوكب يظهر أنه يتبع مدارًا دائريًا بدرجة عالية من الانتظام، مما يضيء على الاستقرار النسبي لمداره في هذا النظام الفلكي البعيد.
تم اكتشاف هذا الكوكب باستخدام أسلوب العبور (Transit)، حيث يتم قياس انخفاض طفيف في سطوع النجم عندما يمر الكوكب أمامه، مما يشير إلى وجود الكوكب ويساعد في تحديد بعض الخصائص الأساسية لهذا العالم الفضائي.
بهذا، يُسجل NGTS-21 b نفسه كواحد من الكواكب الغامضة التي تحمل في جعبتها ألغازًا لا تزال تحتاج إلى الكثير من البحث والاستكشاف لفهمها بشكل أفضل. وهكذا، يستمر الإنسان في رحلته العلمية لاستكشاف أسرار الفضاء اللامتناهي، حيث يبقى NGTS-21 b عنوانًا جديدًا في فصول كتاب الكواكب والفضاء ينتظر أن يُكتب.