في إحدى الزوايا البعيدة والغامضة للكون، يظهر كوكب غازي يحمل اسم NGTS-18 b، كتابة فلكية جديدة تضيء سماء الفضاء برقة وسحر. يأخذ هذا الكوكب العملاق المكتنز بالغازات موقعاً بارزاً في السماء اللامعة، حيث يتباهى بمعلومات مذهلة تكشف عن جماله وغموضه.
تكمن NGTS-18 b على بعد يصل إلى 3576.0 سنة ضوئية عن الأرض، ورغم بعده الكبير، يتألق بلمعانه الفاتن الذي يظهر بوضوح في سجلاتنا الفلكية. يتأثر اللمعان بحجم وكتلة النجم الأم الذي يدور حوله هذا الكوكب العملاق. إن نجم NGTS-18 يشع بسطوع يبلغ 14.588 درجة، مما يضفي على المشهد لمسة من السحر والإثارة.
وبالنظر إلى بنية NGTS-18 b، يكشف التحليل العميق عن أنه يعتبر من الأمواج الغازية، حيث تلف الغيوم الكثيفة جسمه الهائل. يشير الباحثون إلى أن كتلة هذا العملاق الغازي تعادل حوالي 0.409 كتلة جوبيتر، مما يجعله ينتمي إلى فئة الكواكب العملاقة التي تتميز بتراكم كميات هائلة من الهيدروجين والهليوم.
وعندما ننظر إلى الأبعاد، يتضح أن NGTS-18 b يمتلك قطراً يعادل 1.21 قطراً لكوكب المشتري. هذا الحجم الضخم يضفي على الكوكب طابعاً فريداً واستثنائياً في عالم الكواكب خارج نظامنا الشمسي.
تتداول هذه الكوكب العملاقة في فلك NGTS-18 على مدار يبلغ 0.0448 وحدة فلكية، وتحتاج إلى زمن قدره 0.008487337 سنة لإكمال دورتها الشاقة حول نجمها الأم. يتميز الكوكب بمدار دائري تقريباً، حيث يظهر الشكل الهندسي لمداره بشكل لائق داخل السجلات الفلكية.
وما يميز اكتشاف NGTS-18 b هو الأسلوب الذي تم استخدامه في اكتشافه، حيث تم الكشف عن وجوده عبر طريقة العبور أو ما يُعرف بـ “Transit”. هذا الأسلوب يتيح للعلماء مراقبة تغييرات في السطوع عندما يعبر الكوكب أمام نجمه، مما يوفر لهم فرصة لاكتشاف وجود الكواكب وتحديد بعض الخصائص الأساسية لها.
إن كوكب NGTS-18 b يظهر كرمز لعظمة الكون وتعقيداته، حيث يمثل قصة فلكية مدهشة تحمل في طياتها الكثير من الأسرار والألغاز التي تدفع الإنسان إلى استكشاف أعماق هذا السماء اللامتناهية والتفكير في مكنونات الكون.