في أعماق السماء اللامتناهية تتألق نجمٌ بريقه يُدعى “mu2 Scorpii”، وفي رحاب هذا النظام النجمي، تكمن إحدى الكواكب الساحرة التي استحوذت على انتباه علماء الفضاء والفلك، وهي الكوكب المثير المعروف بالاسم الرمزي “mu2 Scorpii b”.
هذا العالم الفضائي المثير يقع في مجرة درب التبانة، وتحديداً في كوكبة العقرب، حيث يُعتبر من بين الكواكب الغازية العملاقة التي تحيط بنجمها اللامع بقوة، والذي يظهر بسطوع يبلغ 3.56 درجة في مقياس التوهج النجمي.
تتميز “mu2 Scorpii b” بأبعاد فلكية هائلة، إذ يبلغ قطرها نحو 1.09 مرة قطر المشتري، العملاق الغازي الأشهر في مجموعتنا الشمسية. ولكن هذا الكوكب الجارح للخيال لا يقتصر على ذلك فحسب، بل يحمل معه كتلة ضخمة تعادل 14.4 مرة كتلة المشتري، مما يعزز مكانته كواحدٍ من العمالقة الغازية في الكون الواسع.
تتسم الكوكبية المدارية لـ “mu2 Scorpii b” بالبعد الفلكي البالغ، حيث يدور هذا العملاق الغازي في فترة دورية تمتد لـ 1251.8 يومًا، في مدار يصل إلى نحو 242.4 وحدة فلكية. تتميز هذه المدارية بتكوينها الملفت، إذ يظهر أن الكوكب ينحرف عن المدار المستقيم بشكل ملحوظ بفضل قيمة الاستدارة البالغة 0.56، ما يضفي على حركته حول نجمه اللمع لمسة من التعقيد والغموض.
لم تكتفي هذه الأسرار الفلكية بالتجلي فقط في المواصفات الفيزيائية، بل كشف عنها علماء الفضاء بفضل تقنية التصوير المباشر، حيث تم اكتشاف “mu2 Scorpii b” في عام 2022. هذه التقنية المباشرة تعد إنجازًا هائلاً في علم الفلك، حيث تتيح للباحثين رؤية الكواكب ودراستها بشكل مباشر دون الحاجة إلى تقنيات الكشف التقليدية.
إن اكتشاف كوكب “mu2 Scorpii b” يسلط الضوء على تعقيدات الكواكب العملاقة ويفتح أفقًا جديدًا لفهمنا لظواهر الكواكب خارج نطاق نظامنا الشمسي. فالفضاء اللامتناهي يحتفظ بأسراره وجماله، وكل اكتشاف جديد يمنحنا نافذة إلى عوالم لم نكن نحلم بها من قبل.