تمثل قمر الاتصالات “Measat 3A” إحدى الإنجازات البارزة في مجال الأقمار الصناعية، حيث يتمتع بتفاصيل فنية وتشغيلية تجعله محط اهتمام كبير للمجتمع الدولي. يُعرف هذا القمر الصناعي باسمه الرسمي الحالي “Measat 3A”، وهو تابع للدولة الماليزية ومُسجل رسمياً في الأمم المتحدة تحت اسم بلاده الأصلية، وهي ماليزيا.
يقوم بتشغيل وإدارة هذا القمر الصناعي كيان قوي وموثوق به يدعى “MEASAT Satellite Systems Sdn. Bhd.”، والذي يعتبر المالك والمشغل الرئيسي للقمر. يتم استخدام “Measat 3A” لأغراض تجارية، حيث يقوم بتوفير خدمات الاتصالات بشكل رئيسي. يتميز القمر بتصنيفه ضمن الأقمار الصناعية ذات المدار الجيوسكونكروني (GEO)، ويتحرك في مداره بزاوية انحراف قليلة تبلغ 0.04 درجة.
تتميز مدارات “Measat 3A” بمعايير فنية عالية، حيث يتم تحديدها بالطول الجغرافي للمدار الجيوسكونكروني، والذي يبلغ 91.5 درجة. يظهر القمر بمعدل دوران يصل إلى 1434.6 دقيقة، مما يعزز فعالية أدائه في تقديم خدمات الاتصالات. كما يبلغ وزن الإطلاق للقمر 2417 كيلوغرام، وتم إطلاقه في الفضاء في تاريخ 21 يونيو 2009، عبر مركبة الإطلاق “Zenit 3SLB” من قاعدة بايكونور الفضائية في كازاخستان.
يعتمد “Measat 3A” على تكنولوجيا متقدمة ومواصفات فنية رفيعة المستوى، حيث يحمل 12 ناقل ترددي للموجات القطبية C-band و12 ناقل ترددي للموجات القطبية Ku-band. يتيح هذا العدد الكبير من النواقل تقديم خدمات الاتصالات على نطاق واسع يشمل مناطق آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط وإفريقيا.
تمت متابعة معلومات هذا القمر الصناعي من قِبل جهات معترف بها، حيث تم الحصول على بيانات المدار والأداء من مصادر موثوقة مثل وكالة الفضاء الأمريكية (NASA). يمتلك “Measat 3A” فترة متوقعة للخدمة تصل إلى 15 عامًا، مما يبرز الاستدامة والاستقرار في عملياته.
يمتاز هذا القمر بتقنيات تصنيع عالية الجودة، حيث تمت إنتاجه بواسطة شركة “Orbital Sciences Corp.” الأمريكية، ما يضيف لمسة من الإبداع والكفاءة إلى مكوناته. تم إطلاق “Measat 3A” باستخدام صاروخ “Zenit 3SLB” من قاعدة بايكونور الفضائية في كازاخستان، وقد سجل تحليقه برقم “2009-032A” في نظام COSPAR و”35362″ في نظام NORAD.
من الجدير بالذكر أن “Measat 3A” يعتبر جزءًا من التطور المستمر في مجال الأقمار الصناعية، حيث يسهم بشكل كبير في تحسين خدمات الاتصالات في المناطق التي يغطيها، وهو عامل أساسي في تعزيز التواصل العالمي وتقدم التكنولوجيا الفضائية. يُشير القمر أيضًا إلى الابتكار الفني والتعاون الدولي في ميدان الفضاء، حيث يجمع بين الخبرات الفنية الأمريكية والاستخدام الفعّال الذي تقوم به ماليزيا لتحقيق نجاح في عالم الأقمار الصناعية.