في كتابه الرائع “Making War”، يواجه الكاتب جون ليمان، الذي شغل منصب وزير البحرية السابق، إحدى القضايا الهامة في تاريخ أمريكا وحاضرها – وهي المزاعم المتنازع عليها بين الرئيس والكونغرس في إشراف عمليات الحرب. ليمان، الذي يتمتع بروح الجدل والعلم، يفحص تاريخ اتخاذ القرارات العسكرية في أمريكا منذ الفترة الثورية حتى حرب الخليج. من هو الذي يمتلك السلطة لإعلان الحرب، وتنفيذها، والمحافظة على مسارها وإنهائها؟ في التناول الجاد لهذه الأسئلة الدستورية الكبيرة، يكتب ليمان بروح معاصرة، حيث يقدم وجهة نظر حية بشكل استثنائي بناءً على تجربته كمسؤول حكومي، مع التركيز بشكل خاص على عملية “عاصفة الصحراء” والأحداث العسكرية الأخيرة في غرينادا وليبيا ولبنان وبنما.
يقوم ليمان، بشكل متقن ومثير، بالدفاع بشدة عن أفضلية سلطة الرئيس على الكونغرس، ويضيف تفاصيل حاسمة جديدة إلى فهمنا للفترة ما بعد فيتنام في السياسة الأمريكية. وكما هو معتاد، لا يمانع ليمان في تقديم آرائه بجرأة، حيث يسلط ضوءًا جديدًا ومحفزًا على التحقيقات الكونغرسية في قضايا ووترغيت وإيران-كونترا، مُظهرًا بشكل موثوق كيف خلق الكونغرس عقبات قاتلة أمام سلطة الرئيس. ومع ذلك، يقدم فهمًا جديدًا للدور الأساسي الذي يجب أن يلعبه الكونغرس في التزام الأمة بالحرب، مستعرضًا كيف فسر – وسيئًا – الرؤساء من جيفرسون إلى بوش السلطات الممنوحة لهم كقادة عسكريين.
يُظهر الكتاب الرائع هذا الذي ألفه جون ليمان مساهمة قيمة حول ما إذا كانت ستتخذ قرارات مسؤولة في حالة مواجهة الأمة لقرار حرب جديدة. وصفه الكتاب بأسلوبه العلمي والمثير يضفي على القارئ فهمًا أعمق حول هذه القضايا الدستورية الحيوية. يُنشر هذا العمل القيم بواسطة دار النشر سكريبنر في يونيو عام 1992، ويعتبر إضافة أساسية لفهم التشريعات والسياسات الأمريكية في مجال القانون بشكل عام.