في عام 2013، أبصرت المانغا “Les Misérables” النور، لتأخذ قراءها في رحلة مذهلة إلى عالم الفقر والثورة في القرن التاسع عشر في فرنسا. يتناول هذا العمل الأدبي الرائع، الذي يعد إحدى أبرز الأعمال في التراث الأدبي الغربي، قصة جان فالجان، الرجل الجائع الذي ارتكب فعلاً سيطارده طوال حياته.
تتنوع الشخصيات في هذه المانغا بطريقة لا تُصدق، فتجمع بين جمال السرد وعمق الحبكة. جان فالجان، الذي ينقلب عالمه بعد أن ارتكب جريمة ترسم طريق حياته بكل تعقيداتها. يتمحور السرد حوله وحول معاناته، فتظهر روحه القوية وتحدياته اللاحقة التي تعكس الجانب الإنساني العميق.
ومع ذلك، لا تقتصر المانغا على قصة جان فالجان فقط، بل تتخذ من كوزيت، الفتاة اليتيمة الصغيرة، محورًا مهمًا. تتطور حياتها وتتغير مع تقدم الحكاية، مما يمنح القارئ نافذة إلى الحياة من خلال عيونها.
جفير، الشرطي المهووس بالعدالة، يُقدم بعمق كشخصية معقدة، حيث تتقاطع مصائره مع جان فالجان، وهذا التصادم يثير تساؤلات أخلاقية وفلسفية تضفي على القصة طابعًا فلسفيًا يجعل المانغا ملهمة وعميقة.
ومع ماريوس، الثائر الذي يلهم الطبقات العاملة، يصبح العمل مشوقًا ومليئًا بالتوترات الاجتماعية والسياسية. يتناول المانغا براعة تحولات المجتمع والصراعات الطبقية بشكل ملحمي.
ترسم هذه المانغا صورًا حية وواقعية للحياة في فرنسا في القرن التاسع عشر، حيث يتم تقديم الديناميات الاجتماعية والسياسية بشكل يثير التأمل والتساؤل.
تعتبر “Les Misérables” مصدر إلهام لعشاق الدراما والرومانسية وعشاق الأحداث التاريخية. إنها ليست مجرد مانغا، بل هي تحفة أدبية تستحق الاكتشاف والتأمل، حيث تجسد ببراعة العديد من الجوانب الإنسانية والاجتماعية في قالب فني رائع وجذاب.