لاتفيا، الدولة البالتيكية الصغيرة في شمال أوروبا، تتمتع بإقتصاد متنوع ومتطور يعكس تطورها المستمر على مر السنين. معدل النمو الاقتصادي للاتفيا قد شهد تحسنًا ملحوظًا خلال العقود الأخيرة، ويُعزى ذلك جزئيًا إلى تحولها من اقتصاد زراعي تقليدي إلى اقتصاد خدمي وصناعي متقدم.
في عام 2017، كان الناتج المحلي الإجمالي للاتفيا يبلغ حوالي 30.18 مليار دولار، ممثلًا زيادة قوية عن السنوات السابقة. تشير البيانات إلى أن القطاع الزراعي ساهم بمبلغ 966 مليون دولار، ما يمثل حوالي 3.2% من إجمالي الناتج المحلي. يظهر هذا الرقم أهمية الزراعة في الاقتصاد اللاتفي، حيث لا تزال الزراعة تلعب دورًا مهمًا في توفير فرص العمل والأمن الغذائي.
مع ذلك، يشير معظم الاهتمام إلى القطاعين الصناعي والخدمي، حيث يُظهر التحليل أن الصناعة في لاتفيا قد سجلت مساهمة قدرها 6.519 مليار دولار، أي ما يعادل حوالي 21.6% من الناتج المحلي الإجمالي. يُعتبر هذا مؤشرًا قويًا على التحول الذي شهدته الدولة نحو التصنيع والصناعات الثقيلة والخفيفة، والتي تعتبر محركًا رئيسيًا للنمو الاقتصادي.
أما القطاع الخدمي، فهو القطاع الأكبر والأكثر تنوعًا في الاقتصاد اللاتفي، حيث بلغت مساهمته حوالي 22.695 مليار دولار، أي ما يعادل حوالي 75.2% من الناتج المحلي الإجمالي. يُظهر هذا الرقم الأهمية الكبيرة للخدمات في دعم الاقتصاد اللاتفي، بما في ذلك الخدمات المالية والتجارية والسياحية وغيرها، والتي تسهم بشكل كبير في خلق الثروة وتوفير الوظائف.
من الملفت للنظر أن الاتجاه العام للاقتصاد اللاتفي يتجه نحو التنويع والتحديث، حيث يعمل القطاعان الصناعي والخدمي على تعزيز الابتكار وتطوير البنية التحتية وتحسين بيئة الأعمال لجذب المزيد من الاستثمارات وتحقيق نمو مستدام في المستقبل.
هذه البيانات توضح تطور الاقتصاد اللاتفي وتحوله نحو قطاعات أكثر تنوعًا وتطورًا، وتشير إلى الفرص الكبيرة المتاحة للتوسع والاستثمار في هذه الدولة الصاعدة في أوروبا.