في سماء الكواكب البعيدة، تتألق نجمٌ بأمجاده في الليل العميق، وفي هذا السياق الساحر يظهر كوكب KMT-2018-BLG-0029Lb، الذي يعتبر إحدى الكواكب البعيدة والغامضة في عالم الفضاء. تأخذنا هذه الكوكبية البعيدة إلى أفق الكون اللامتناهي، حيث ينسج الزمن والمكان قصة حياة هذا العالم البعيد.
بعيدًا عن الأرض، على بُعد يقارب 11026 سنة ضوئية، تظهر KMT-2018-BLG-0029Lb بكل روعتها، وتشكل نجمًا آخر في مسرح عظيم من النجوم والأجرام السماوية. يُعتبر هذا الكوكب البارز من فئة “نيبتونية المشابهة”، حيث يشير ذلك إلى أن خصائصه تتشابه إلى حد كبير مع الكوكب نبتون في نظامنا الشمسي.
اكتُشف KMT-2018-BLG-0029Lb في عام 2020، حينما كانت الأجهزة الفلكية تتجسس في سماء الليل بحثًا عن أسرار الكواكب البعيدة. كان لها طريقة اكتشافها الخاصة، حيث تم الكشف عنها باستخدام طريقة الانحناء الجاذبي Gravitational Microlensing. هذه التقنية المذهلة تعتمد على استغلال تأثير الجاذبية للكتلة الكوكبية في تحريك وانحناء الضوء من النجم المجاور، مما يظهر للمراقب كتضاعف للنجم ويشير إلى وجود كوكب.
تتميز KMT-2018-BLG-0029Lb بسمات فريدة تجعلها محط اهتمام العلماء والفلكيين. إذ يبلغ معامل الكتلة لهذا الكوكب 7.59 مرة أكبر من كتلة الأرض، مما يجعلها عالمًا ذا جاذبية قوية وتأثير ثقيل على بيئتها الفلكية. وبناءً على القياسات، يظهر أن قطرها يعادل 0.238 قطر الكوكب المشتري في نظامنا الشمسي.
فيما يتعلق بمدارها، يتحرك KMT-2018-BLG-0029Lb في مدار بعيد عن النجم الأم، حيث يبلغ شعاع المدار حوالي 4.27 وحدة فلكية، ويستغرق مدة دورتها الشمسية حوالي 8.3 سنة. يظهر أن هذا الكوكب يتمتع بمدار ثابت وبدون تغير في التمدد، حيث يكمن ذلك في الصفات الاستثنائية لتكوينه ودينامياته الفلكية.
على الرغم من جمالها وغموضها، إلا أن الطريقة التي تم بها اكتشاف KMT-2018-BLG-0029Lb تعكس التقدم العلمي الذي يحققه الإنسان في استكشاف أغوار الكون. وبهذا التوجه، يظهر لنا هذا الكوكب البعيد كجزءٍ من لغز كوني يحتفظ بالعديد من الأسرار والإجابات التي نتطلع إلى كشفها في المستقبل، مما يضيف لنا بُعدًا جديدًا في تفكيك ألغاز الكواكب وتشكيلاتها المتنوعة.