في إحدى أقاصي السماء، تتلألأ نجمة تُدعى Kepler-989، وتحمل على ظهرها كوكبًا ساحرًا يُعرف بـ Kepler-989 b. يستقر هذا الكوكب البعيد على بُعد يقدر بحوالي 1605.0 سنة ضوئية من عيون الرائي البشري، مما يضفي عليه لمعانًا خافتًا في سماء الليل.
تبرز نقاط قوة هذا العالم الفضائي عندما نلقي نظرة على البيانات الفلكية التي تم اكتشافها في عام 2016. يبلغ سطوع النجمة المضيئة Kepler-989 حوالي 14.717 في المقياس المطلق للسطوع، مما يعكس اللحظة التاريخية لاكتشاف هذا النظام الشمسي البعيد.
وما يميز Kepler-989 b هو تصنيفه ككوكب من نوع “نبتوني”، حيث يشبه في خصائصه كوكب المشتري الأكبر في المجموعة الشمسية، نبتون. يظهر هذا الكوكب بأبعاد مثيرة للاهتمام، إذ يعبر عن كتلة تعادل 5.52 مرة كتلة الأرض، ويمتلك نصف قطر يعادل 2.21 مرة نصف قطر كوكبنا الأزرق.
تدور Kepler-989 b حول نجمه الأم، Kepler-989، على مدار بعيد يبلغ حوالي 0.0734 وحدة فلكية. تستغرق هذه الرحلة الدورانية حوالي 0.021902807 سنة، ما يعني أن السنوات على هذا الكوكب البعيدة تتجاوز بكثير قسوة الزمن التي نعيشها على الأرض.
رغم أن التفاصيل الفلكية تعد مذهلة بحد ذاتها، يزيد الإعجاب عندما نتعمق في وسيلة اكتشاف Kepler-989 b. تم اكتشاف هذا العالم الفضائي البعيد باستخدام طريقة العبور الكوني، حيث يعبر الكوكب أمام نجمه الأم، ما يتيح للمراصد الفلكية اكتشاف تلك اللحظات الساحرة حينما يظهر الكوكب كنقطة داكنة على وجه النجم.
إن Kepler-989 b يشكل إضافة قيمة لفهمنا لتنوع العوالم الفضائية وتأكيد تواجدها في الزوايا البعيدة للكون. فقد أضاء هذا الكوكب النائي عالمنا بمزيد من الألوان والألغاز الفلكية، ويظل جزءًا من الرواية الفضائية التي نكتبها ونكتشفها بكل فضول وتساؤل.