في أعماق السماء، يتوسع عالم الكواكب إلى أبعاد لا يمكن تصورها، وإحدى هذه اللآلئ الفضائية هي كوكب Kepler-979 b. يعد هذا الكوكب جزءًا من المذهلة مجموعة الكواكب خارج مجموعتنا الشمسية، ويقع على بعد مسافة تبلغ حوالي 1881.0 سنة ضوئية من الأرض.
تتسم Kepler-979 b بميزات فريدة تجعلها تحفة فلكية تستحق الاهتمام. تتميز بلمعان فائق يبلغ 14.882 درجة نجومية، مما يجعلها واحدة من الكواكب القابلة للرصد بواسطة التلسكوبات الفلكية المتقدمة. يظهر هذا اللمعان الفائق كشاهد على جمال الكون وتعقيداته.
ما يميز Kepler-979 b أكثر هو تصنيفه ككوكب من نوع “نبتوني المشابهة”. يعني ذلك أنه يشبه في خصائصه كوكب نبتون، الذي يعد واحدًا من الكواكب العميقة في نظامنا الشمسي. يندرج Kepler-979 b تحت هذا التصنيف بسبب تشابهه في البنية أو الخصائص مع كواكب النبتون، مما يجعله نقطة مثيرة للاهتمام في دراستنا للكواكب خارج نطاقنا الشمسي.
اكتشف هذا الكوكب الرائع في سماء اللانهاية في عام 2016، ما يضيف إليه قيمة إضافية ويجعله جديدًا بين قائمة الكواكب الخارجية المكتشفة. وقد استخدمت أسلوب الاكتشاف المعروف باسم العبور أو الانتقال، حيث تتم رصد التغيرات في لمعان النجم الأم خلال عبور الكوكب أمامه، مما يخفي جزءًا من النجم ويكشف عن وجود الكوكب.
فيما يتعلق بخصائصه الفيزيائية، يتميز Kepler-979 b بكتلة مضاعفة تبلغ 7.85 مرة من كتلة الأرض، مما يشير إلى وجود كتلة هائلة يمكن أن تكون محورًا لدراسات المزيد حول تكوينه وتاريخه. وبناءً على معايير أخرى، يكون نصف قطر الكوكب 0.243 من نصف قطر المشتري، العملاق الغازي في نظامنا الشمسي.
يتحرك Kepler-979 b في مدار يبلغ نصف قطره 0.0753، ويستغرق حوالي 0.022176592 يومًا ليكمل دورة كاملة حول نجمه الأم. ومع انخراطه الضعيف في التفاعل الشديد، حيث يكون التشابك غير موجود (بحيث يكون التمدد المستدير مع انحراف صفر)، يتيح لنا هذا فرصة فريدة لفهم كيفية تكوين الكواكب في أماكن بعيدة عن نطاق نظامنا الشمسي.
تعد وسائل الكشف المستخدمة لاكتشاف Kepler-979 b هي أحدث التقنيات المستخدمة في علم الفلك، حيث تمثلت في استخدام طريقة العبور. هذه التقنية الدقيقة تسمح للباحثين برصد التغيرات الطفيفة في لمعان النجم عندما يمر الكوكب أمامه. يشير ذلك إلى التطور المستمر في أدوات البحث والابتكار في ميدان الفلك.
في النهاية، يظهر Kepler-979 b كجوهرة فلكية في سماء الليل، تتيح لنا فرصة فريدة لاستكشاف أعماق الفضاء وفهم تنوع الكواكب خارج نطاق الشمس، وتفتح أبواب الاستكشاف لمستقبل يحمل المزيد من الاكتشافات والألغاز الفلكية.