في العمق السحيق للسماء، يرتقي كوكبٌ جديدٌ إلى الوجود، ويُعرف باسم Kepler-978 b، مكمنٌ في البُعد الفضائي على بُعدٍ يصل إلى 2226.0 سنة ضوئية عنا، ينبض بنجم يُضيء لنا سماء الليل ببريقه، إذ تبلغ الشدة الضوئية للنجم 13.513. يتألق هذا الكوكب في الفضاء كشخصية ذات طابعٍ فلكي متميز، إذ يتمتع بخصائص تجعله يستحق الاهتمام والتفكير.
إن Kepler-978 b ينتمي إلى فئة الكواكب التي تشبه كوكب نبتون، حيث يكون لها صفات مشتركة مع هذا العملاق الغازي في نظامنا الشمسي. تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في عام 2016، إضافة قيمة إلى سجل الكواكب التي تُكتشف في الفضاء اللانهائي. تمثل هذه الاكتشافات نافذةً مثيرة للفهم الأعمق لتركيب الكواكب وطبيعتها المعقدة.
بالنظر إلى خصائصه الفيزيائية، يبرز Kepler-978 b بكتلةٍ تُقدر بمعامل يبلغ 9.22 مرة كتلة الأرض، مما يجعله كوكبًا ذا كتلةٍ ملحوظة وثقيلة. يعكس هذا الرقم الابتعاد عن القوانين الفيزيائية المألوفة في عالمنا، حيث يشير إلى تنوع كواكب الكون وتكوينها الفريد.
وفيما يتعلق بالأبعاد، يظهر Kepler-978 b بشكل كوكب مضغوط، إذ يُقارن قطره بنسبة 0.267 مع قطر كوكب المشتري في نظامنا الشمسي. تلك النسبة تعكس حجمًا مختلفًا وتكوينًا يشد الأنظار نحوه، مما يفتح أفقًا جديدًا لفهم التنوع الكوني.
فيما يتعلق بمساره المداري، يلتف Kepler-978 b حول نجمه المضيء بمسافة تُقدر بنسبة 0.2726 من مسافة الأرض عن الشمس. يستغرق هذا الكوكب الغامض وقتًا قصيرًا نسبيًا لاكتمال دورته الدورية حول نجمه، حيث يستغرق الدوران حوالي 0.1357974 من السنة الأرضية. تلك الفترة الزمنية القصيرة تُظهر لنا تحديات جديدة في فهم حركة الكواكب الخارجية لأنظمتها النجمية.
من الناحية الزاوية، يبدو أن Kepler-978 b يتمتع بمدار دائري، إذ يبلغ الشذوذ المداري له حوالي 0.0، مما يُظهر استقرارًا نسبيًا في حركته حول نجمه الأم.
تم اكتشاف هذا الكوكب الفريد باستخدام طريقة العبور (Transit)، حيث يُرصد الباحثون انخفاضًا في السطوع النجمي عندما يعبر الكوكب أمام وجه النجم الأم. هذه التقنية الرائدة تتيح لنا فرصة فريدة لاستكشاف الكواكب البعيدة والغامضة.
في النهاية، يكمن Kepler-978 b كنزٌ فلكيٌ يفتح أمامنا أبواب الاكتشافات والتفكير العميق في أسرار الكون وتنوعه المدهش. إنها دعوة للتأمل في غموض هذا الكوكب وفهم عالمنا الفلكي بطريقة جديدة ومبهجة.