Kepler-947 b: كوكب نبتوني اكتشف عبر ظاهرة العبور

في العمق السحيق للسماء، وفي إحدى المناطق البعيدة والغامضة للكون، تتلألأ نجمة صغيرة بلمعانها البهي، وتدعى Kepler-947. تعتبر هذه النجمة من بين الكثير من النجوم التي تحمل في طياتها أسرار الفضاء والكواكب. ومن بين هذه الأسرار، يتألق كوكبٌ صغيرٌ يحمل اسم Kepler-947 b.

بتواجد يبلغ مسافة 5646 وحدة فلكية عن نجمه الأم، يظهر هذا الكوكب بوضوح في سماء الليل، رغم بُعده الفلكي الكبير. تتميز Kepler-947 b بطابعها الفريد، حيث تشير الدراسات إلى أنها من نوع “نبتونية المشابهة”، ما يعني أنها تحمل بعض الشبه بينها وبين كوكب نبتون في نظامنا الشمسي.

تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في عام 2016، حيث كشفت التقنيات المتقدمة في مجال رصد الكواكب عن وجوده بواسطة الظاهرة المعروفة باسم “العبور” أو Transit. هذه الظاهرة تتمثل في مرور الكوكب أمام نجمه الأم، ما يؤدي إلى تغيير ملموس في سطوع النجم. تعد هذه الطريقة من بين أحدث وأدق الوسائل المستخدمة لاكتشاف الكواكب البعيدة.

فيما يتعلق بخصائص Kepler-947 b، يبرز وزنها بشكل ملحوظ، حيث يتجاوز خمسة أضعاف وزن الأرض. ولتسليط الضوء على حجمها، يُعبر عن نصف قطرها بنسبة 0.203 من نصف قطر المشتري، مما يجعلها كوكبًا صغيرًا نسبياً في عالم الكواكب الضخمة.

تدور Kepler-947 b حول نجمها الأم على مدار بعيد يبلغ نحو 0.1773 وحدة فلكية، وتستغرق حوالي 0.07392197 سنة لاكتمال دورتها الفلكية. تتميز هذه الكوكبة بتماثلها، حيث تظهر بمدار دائري تقريبًا دون أن يكون لديها انحراف زاوي.

من خلال استخدام أساليب الرصد المعقدة والتكنولوجيا المتطورة، نجح العلماء في استنتاج أن Kepler-947 b لا تظهر أي انحراف في مدارها، مما يعزز فهمنا للظواهر الفلكية الفريدة في هذا النظام النجمي البعيد.

في النهاية، يظهر Kepler-947 b كلوحة فنية في فضاء الكون، حيث يتوسع الإنسان في استكشاف أغوار هذا العالم البعيد، ويسعى لفهم أسرار الكواكب والنجوم التي تتلألأ في أغوار السماء اللامتناهية.