في أعماق السماء اللامعة، يتلألأ كوكبٌ ساحر يُدعى Kepler-92 c، يعيش في نظام نجمي يتلألأ ببريقه الخافت على بُعد 1559.0 سنة ضوئية من عالمنا الأرضي. ينتمي هذا العالم الغامض إلى عائلة الكواكب التي تشبه كوكب نبتون، ويرتبط بنجمه الأم، الذي يتسم بلمعان يبلغ 11.671 درجة في المغناطيس الفلكي.
كان للباحثين الفضاء أن يتجهوا إلى سماء الليل في عام 2013 ليكتشفوا هذا الكوكب الرائع، الذي أضاء سماء الفضاء بتألقه الفريد. لقد كانت طريقة الكشف عنه هي عبوره أمام نجمه الأم، حيث أجريت مراقبة دقيقة لتسجيل تلك الزيادة الطفيفة في اللمعان، وهو ما يُعرف بطريقة العبور الفلكي Transit.
Kepler-92 c يستمد سحره وجاذبيته من خصائصه الفريدة، حيث يتمتع بكتلة تعادل 6.1 مرة كتلة الأرض، مما يمنحه وزنًا فلكيًا ملحوظًا. وبالنسبة إلى حجمه، يُقدر قطره بنسبة 0.232 مقارنةً بقطر كوكب المشتري، مما يعكس تباينًا فريدًا في أحجام الكواكب داخل هذا النظام السماوي.
عند التأمل في مدار Kepler-92 c حول نجمه، نجد أن المسافة بينهما تبلغ 0.1829 وحدة فلكية، وهو ما يعكس البُعد الفلكي لهذا العالم الغامض. وتأخذ فترة دورته الدورية حوالي 0.07310062 سنة زمنية، حيث يدور حول نجمه بثبات وأناقة، كأمثلة الرقص الكوني الذي يحدث في أرجاء الفضاء.
لا تكتمل اللوحة الفلكية إلا بتسليط الضوء على تمايل مدار Kepler-92 c بمقدار 0.04، وهو ما يُظهر الشذوذ الخفيف في مسار حركته. تلك اللمحات المذهلة لا تُظهر إلا بأساليب الكشف الفلكية المتقدمة، وهنا تبرز أهمية طريقة العبور التي أتاحت للإنسان رؤية تلك العجائب الكونية.
مع كل هذه المعلومات الغنية والمثيرة، يظهر Kepler-92 c كلوحة فنية تفاعلية، تنقلنا إلى أعماق الفضاء وتكشف لنا عن أسرار عالم لا ينضب من الدهشة والإعجاب. إن كل تفصيل يروي قصة كونية خاصة، تجعلنا نتساءل ونتأمل في جماليات السماء وروائع الفضاء اللامتناهي.