في العمق اللامتناهي للفضاء، حيث يتراقص الكواكب وتتألق النجوم ببريق لا يعد ولا يحصى، نجد أنفسنا أمام مجرة من المعرفة والإثارة. تقدم لنا هذا الكون الواسع ألغازًا وتحديات تبهر العقل وتثير الفضول. وفي هذا السياق الساحر، يظهر لنا كوكبٌ جديد باسم يتلألأ في سماء اللامكان: Kepler-888 b.
يقع Kepler-888 b على بعد 1373.0 سنة ضوئية منا، ورغم بعده الفلكي، إلا أنه يستحق أن يكون جوهرة في تاج الكواكب المكتشفة. تبرز معلوماته بوضوح كنقاط لامعة على خارطة الكون، حيث يتألق بلمعان قدره النجمي الذي يصل إلى 13.061. تلك اللمعة الخافتة تحمل في طياتها أسرارًا كونية لا تُفصح عنها إلا للباحثين والعقول الفضولية.
لا يكفّ Kepler-888 b عن إثارة الدهشة، إذ يتباهى بأنه من فئة الكواكب الفائقة الأرضية، أو ما يُعرف بـ “Super Earth”. يعتبر هذا التصنيف بمثابة دعوة لاستكشاف ملكات الغموض في تكوين هذا الكوكب الذي يتخذ من Kepler-888 b موطنًا لحياةٍ فريدة قد تكون أحدى أسراره الكونية.
في عام 2016، فاجأ الفلكيون العالم بإعلان اكتشاف Kepler-888 b، حيث أُضيءت شمعة جديدة في سماء البحث الفلكي. يعود تاريخ اكتشاف هذا الكوكب إلى تلك اللحظة المميزة، عندما اندفعت البشرية إلى عمق الكون لتكتشف أسراره وتفهم أسباب وجوده.
إن كتلة Kepler-888 b تأخذنا في رحلةٍ فائقة الثقل، إذ تعادل 3.75 مرات كتلة الأرض. يتساءل العقل البشري عن طبيعة هذه الكتلة الإضافية وكيف يتجاوب الكوكب مع تلك القوى الجاذبية الهائلة التي تحكمه.
وإذا نظرنا إلى نصف قطر Kepler-888 b، نجد أنه يضاهي 1.76 مرة نصف قطر الأرض. يبدو الكوكب ككتلة عملاقة في سماء اللامكان، يروي قصة الكواكب الضخمة التي تتنافس على التميز في فضاءات الكون.
تدور Kepler-888 b حول نجمه بمدارٍ فائق القرب، حيث يبلغ نصف قطر المدار 0.328 وفترة الدوران حول النجم تستغرق 0.19356604 سنة. يتجلى في هذا الاقتراب الفلكي سرّ الرقصة السحرية بين الكوكب ونجمه، حيث تتجسد قوانين الجاذبية في لحن فلكي يلهم الباحثين والعلماء.
تكتمل تلك السيمفونية الكونية بعدم وجود تغير في مسار Kepler-888 b، إذ يظهر أن الكوكب يتبع مداراً دائرياً تقريبًا مع انحراف صفري، وتم الكشف عنه باستخدام أسلوب العبور أثناء المراقبة، حيث يمر الكوكب أمام نجمه الأم ويظهر تأثيره على الضوء المارّ منه.
وفي النهاية، يثير Kepler-888 b الفضول بوضوح من خلال وسيلة اكتشافه، حيث تم اكتشافه باستخدام طريقة العبور، وهي تقنية تقوم على مراقبة النجوم والكواكب لتحليل التأثيرات التي تطرأ عندما يمر الكوكب أمام نجمه. هكذا، يظهر الكوكب كنجم جديد في عالم الفلك، يشكل تحديًا جديدًا لفهم أسرار الكون وجمالياته الساحرة.